الاثنين، 23 سبتمبر 2024

المعارج أو البوابات النجمية السماوية التي سلكها دواب ومركبات الإنس (آدم وحواء) والجن في رحلة هبوطهم للأرض

 المعارج أو البوابات النجمية السماوية التي سلكها دواب ومركبات الإنس (آدم وحواء) والجن في رحلة هبوطهم للأرض

هشام كمال عبد الحميد

إن الصعود للسماء أو الهبوط منها يتطلب سلطان كبير، وهذا السلطان قد يكون دابة أو مركبة سماوية، فلنا أن نتساءل الآن : هل الدابة أو المركبة الفضائية ستسير في رحلتها للسماوات العلا عبر الفضاء المطلق أم عبر مسارات وبوابات محددة فيه ؟؟؟؟؟؟.

إن الكون مليء بالمسارات والممرات والطرق المرورية المحصنة من ارتطامات النيازك واختراقات الموجات والأشعة الضارة والفتاكة، وهذه الطرق أو الممرات السماوية أو الأرضية بين الأبعاد والعوالم المختلفة للأرض سميت في القرآن بأسباب السماوات والأرض، وكل مسار أو سبب أو ممر تختلف تركيبته وطاقته عن المسارات الأخرى بما يتناسب وطبيعة المخلوقات التي ستسلك هذه المسارات أو الأسباب، وهذه الممرات أو المسارات هي ما أطلق عليها القرآن اسم الأسباب أو المعارج وأدوات أو وسائل السفر فيها سميت بالأحاديث النبوية المعراج، فالمعراج هو الدابة أو المركبة التي ستسير في هذا السبب أو الممر أو النفق الدودي أو البوابة النجمية.

فالملائكة لهم أشكال وأنواع وأجناس، وكل جنس ونوع منهم له مساره وطريقه أو معراجه في السماء، والجن لهم أيضاً أشكال وأنواع فمنهم المردة ومنهم دون ذلك وكل منهم له مساره أو سببه أو معراجه الذي يتناسب مع تركيبته وطبيعة خلقه وهالته النورانية، والإنسان له معارجه التي تتناسب مع طبيعته البشرية، والأشرار منهم لهم معارج والصالحون الأخيار لهم معارج، وفي النهاية الأوامر الإلهية وحاملها لنا من الملائكة له مساراته الخاصة وسرعاته التي تفوق بكل تأكيد سرعة الضوء بملايين المرات.

والمعارج أو الأسباب هي ممرات أو طرق حلزونية متعرجة ومتموجة في السماء تصل بين المجرات والكواكب والنجوم والسماوات العلي والأبعاد المختلفة لكل كوكب وتربط الكون كله ببعضه، والسير عبرها يتم بمعراج، وقد يكون بداخلها قوي دافعة خاصة تزيد من سرعات السالكين فيها. والسماوات السبع تنفصل عن بعضها البعض بأقطار لا يستطيع أحد النفاذ منها ألا بمشيئة إلهية، ولكل سماء أبوابها وحراسها.

وهذه الحقائق تجعلنا نؤكد أن آدم وحواء هبطوا إلي الأرض بمركبات أو دواب سماوية وكذلك الجن وإبليس، وهو ما يرجح صحة بعض ما جاء بأساطير الشعوب القديمة وبعض نصوصها المقدسة رغم ما اعتراها من تحريف ومبالغات وأحياناً تخاريف.

ولا يجوز القول أن الله قال لآدم وحواء اهبطوا إلي الأرض فهبطوا بقدرة إلهية في غمضة عين، لأن هذا القول أن سلمنا بصحته لا بد أن يتم وفق القواعد والنواميس الكونية التي سنها الله بنفسه في هذا الكون، ومن هذه النواميس قواعد السفر بالفضاء، وإذا تم نقل آدم وحواء في غمضة عين وبأمر الله كن فيكون وهو قادر علي كل شيء فلا بد أن ينقلهم بكلمته عبر هذه المعارج أو الطرق السماوية التي حدثنا عنها بالقرآن، والتي تسلكها حتى كبار الملائكة عند نزولهم للأرض فهذه سنة الله في التنقل عبر الفضاء.

ونقول لهم أيضاً إذا كان ما تقولوه صحيحاً فلماذا عرج بالنبي بمعراج ولم يعرج به بمشيئة إلهية مباشرة بكن فيكون علي ما تدعون؟؟؟؟؟؟

وهناك الكثير من الآيات الواردة في وصف الصعود إلي السماء بالعروج، ووجود أبواب للسماء وأقطار محصنة، وزينة للكواكب (غلاف جوي محصن) يحفظها من كل شيطان مارد، وعروج الملائكة والروح من السماء إلي الأرض عبر هذه المعارج، نذكر منها علي سبيل المثال قوله تعالى :

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمن : 33).

وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (الزخرف:33).

ومعني يظهرون يركبون فقد جاء بالمعاجم اللغوية أن من معاني الظهر الركوب ومنها سمي ظهر الدواب بالظهر لأننا نركبه.

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) (سورة المعارج).

يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (السجدة : 5).

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) (سورة الحجر).

هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد:4).

وذو القرنين هو رجل أو نبي مكن الله له في الأرض وآتاه من كل شيء سبباً فكان يتبع هذه الأسباب في رحلاته وغزواته الفضائية. لأن لفظة السبب لم تطلق بالقرآن إلا علي الممرت السماوية والبعدية للعوالم الأخري بالأرض أو الكواكب علي ما شرحت بالطبعة الأولي من كتاب "كشف طلاسم وألغاز بني إسرائيل والدجال....." في شرح قصة ذو القرنين.

والآيات التي جاء بها كلمة سبب أو أحد مشتقاتها هي:

مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (الحج:15)

إذن السبب شيء يمد في السماء من صنع الإنسان ثم يتم قطعه للوصول لمكان ما فيه، أو شيء ممتد أصلاً في السماء يتم استخدامه من خلال أداة أو وسيلة أو مركبة من صنع الإنسان ليسير من خلاله في الفضاء أو أحد سماوات الأرض السبعة (أبعادها أو عوالمها السبعة).

أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (صـ:10)

ومعني الآية إذا كان المكذبين والكافرين لهم ملك السماوات والأرض فليرتقوا أي فليصعدوا ويركبوا في أسباب السماوات والأرض.

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) (غافر)

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (القصص:38)

لقد طلب فرعون من هامان أن يوقد له علي الطين ليبني له صرحاً يمكنه من بلوغ أسباب السماوات ليصل لأعلي مكان فيها ويطلع علي إله موسى إن كان لهذا الإله وجود لأنه كان يدعي لقومه أنه هو الإله وليس هناك إله غيره في السماء أو الأرض، أي الصرح سيكون أحد المنشآت أو المباني الضخمة (محطة فضائية) التي سيتم فيها إطلاق أداة أو مركبة فضائية تنطلق بنوع معين من الوقود الحيوي أو الأحفوري أو الفلزي المستخرج من بعض عناصر الطين ليصل لعرش الله من خلال أحد أسباب السماوات.

إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (البقرة:166)

"وتقطعت بهم الأسباب" أي انقطعت وسائل وأدوات الاتصال المباشرة أو السلكية أو اللاسلكية  فيما بينهم (شبكات الاتصال الموجي).

إذن الأسباب هي الأدوات والوسائل التي يصنعها الإنسان لتمكنه من الصعود والسفر في السماوات أو الفضاء للانتقال إلي أحد العوالم البعدية للسماوات السبع للأرض (الأراضين السبع) أو أحد الكواكب أو المجرات أو أبعد مكان بالفضاء أو للعرش الإلهي. من خلال سبب من أسباب السماوات والأرض، أي من خلال طريق سماوي تصبح المسافات والأزمنة شبه منعدمة فيه فيصل الإنسان للعوالم الأخرى في مدة زمنية قصيرة جداً، أي هي مركبة أو معراج فضائي يتم السفر به في بوابة نجميه أو بعديه أو نفق دودي أو معارج السماء أو أقطار الأرض.

الممرات الدودية أو المعارج السماوية التي تستخدمها الملائكة في العروج والخالق في تدبير الأمر بين السماء والأرض

يقول علماء الفلك والفضاء والفيزياء أنه يوجد بالكون أجسام مظلمة تدعى الثقوب أو النجوم السوداء. والثقب الأسود ممر دودي ينتج عن نجم ميت انضغط إلى حجم صغير جداً لا يتعدي بضعة سنتميترات ويكون له كثافة وكتلة تعادل حجم كتلة الأرض بملايين المرات وقوة جذب مغناطيسية هائلة، وينتج عن موته ثقب أو طرق للسماء في موقعه كما تطرق أو تثقب المطرقة أو الشنيور أي جسم فينتج عن هذا الطرق لأحدي طبقات السماوات السبع أو السماء الدنيا نشوء ممر دودي يعتبره العلماء نافذة توصل لبعد أو كون أو عالم آخر (أي معراج أو بوابة سماوية) وغالباً ينتج عن انفجار هذا النجم أيضاً عند موته صوت رهيب يطرق السماء وقد يكون له صوت أيضا أثناء سريانه في السماء. وهذا الكلام ما زال مجرد نظريات لم تثبت صحة فرضيتها أو نفيها.

 


وهذا الانضغاط الخارق لكثافة وكتلة هذا النجم يخلق قوة جذب هائلة تلتهم كل ما يمر بقربها حتى الضوء فتغيبه في جوفها، وما يقوله العلماء في هذا الشأن قد يكون مقصوداً به النجم الطارق أو الثاقب الموصوف أيضاً في القرآن بالخنس (النجوم المختفية التي لا تري لظلمتها) الجوار الكنس (التي تجري وتكنس بسرعات رهيبة كل ما يقترب منها) لأنها تقوم بوظيفة كنس السماء كالمكنسة الكهربائية فتشفط كل النجوم والكواكب الميتة وأحياناً تشفط نجوم وكواكب حية عندما تتحول لنجم ثاقب عملاق وتلقي بها في مكان أو كون آخر. قال تعالى:

وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) (الطارق).

فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) (التكوير).

وهذا قد يضع احتمالاً لأن تكون الثقوب السوداء هي فعلاً أحدي البوابات السماوية أو المعارج الحقيقية للسماء بخلاف المعارج أو البوابات الثابتة للسماء التي أنشأها الله في بداية خلق الكون ليستخدمها الملائكة والروح في الصعود والهبوط بين هذه الأكوان بالوحي علي الرسل أو لتنفيذ الأوامر التي يدبرها الله في شأن كل كون أو سماء، مصداقاً لقوله تعالى:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5) (السجدة).

تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج : 4 )

وقد لاحظ العلماء أن عدد الثقوب السوداء (النجوم الميتة) قد بدأ يكثر في السماء في القرون الأخيرة حتي وصل العدد لما يقارب المليون في مجرتنا.

أيضاً ربط القرآن في سورة النجم بين النجم الذي هوي (سقط ومات وتحول لثقب اسود) وبين نزول جبريل علي محمد صلي الله عليه وسلم وتلقيه الوحي وعروجه للسماء في رحلة المعراج، وهو ما قد يشير إلي نزول جبريل من خلال بوابة سماوية أو معراج من المعارج الثابتة أو ممر دودي لنجم هوي وتحول لثقب أسود وعروج النبي للسماء في رحلة المعراج من خلال نفس الثقب أو المعراج أو الممر الدودي أو معراج آخر والله اعلم، قال تعالى :

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) (النجم).

كذلك ربط القرآن بسورة التكوير بين النجم الخانس الكانس (النجم الميت الذي تحول لثقب أسود وأختفي عن الأنظار وأصبح من مكانس السماء التي تكنس وتجذب لها باقي النجوم الميتة وتلقي بها في مكان أو بعد آخر عبر ممرها الدودي الذي نتج عند موتها) وبين رؤية محمد صلي الله عليه وسلم لرسول الله الكريم ذي القوة عند ذي العرش المكين المنزل له بالوحي والقرآن (جبريل) لأول مرة بالأفق المبين بالسماء، وذلك في قوله تعالى:

فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) (التكوير).

كما ربط المولي عز وجل بين مواقع النجوم وهي أماكن تواجدها بالسماء والتي تتحول عند موتها لثقب أسود بداخله ممر دودي أو سماوي أو معراج في الغالب وبين نزول القرآن مع جبريل من خلال أحدي هذه المواقع النجمية) وأيضاً بينها وبين نزول رزقنا من السماء ونزول ملائكة قبض الأرواح وخروج الروح ونحن ننظر إليها وهي تصعد في السماء بصحبة هؤلاء الملائكة من خلال أحدي هذه البوابات السماوية المتعلقة بمواقع النجوم، وذلك في قوله تعالي:

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) (الواقعة).

وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (الذاريات : 22).