أحذر هذه الفرية علي الله: هل لله أسم أعظم؟؟؟؟؟
هشام كمال عبد الحميد
كثير من كتب التفسير والمتصوفين وأهل السلف (آبائكم الأولين) وكتب السحر والشعوذة وغيرهم ورد بها إشارات كثيرة لوجود أسم أعظم لله، وكان السلف يعتبرون هذا الأسم أسم سري لا يعلمه غلا الخواص من الناس ومن يطلعه الله علي هذا الأسم، ويرون أن كثير من معجزات بعض الأنبياء أو خوارق بعض السحرة أو المتصوفين كانت تتم باستخدام هذا الأسم، وزعموا أن الذي عنده علم من الكتاب نقل عرش بلقيس في عصر سليمان باستخدام هذا الأسم الأعظم وكثير من المتصوفين كانوا يصنعون الأعاجيب باستخدام هذا الأسم. ووضعوا أحاديث مكذوبة ومنسوبة للنبي بهتاناً وزوراً تزعم وجود أسم أعظم لله.
ولم يرد بالقرآن أو الأحاديث الصحيحة وجود أسم أعظم لله، بل ذكر الحق سبحانه وتعالى بكتابه الكريم أن له الأسماء الحسني فادعوه بها (سموه بها وتقربوا وتوسلوا إليه في دعائكم وطلباتكم وقضاء حوائجكم بها)، وذروا الذين يلحدون في أسمائه (يميلون ويعدلون ويعوجون عن الحق وعن حقيقة هذه الأسماء، وحقيقة الكائنات التي تم تجلي الله عليها بهذه الأسماء من عالم أصحاب الأمر والسلطان أو المدبرون لشئون الكون والمخلوقات فيشركون بهم مع الله ويعتبرونهم آلهة مشاركة له في الحكم والملك كما شرحنا سابقاً)، وذلك مصداقاً لقوله تعالى:
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (الأعراف : 180 )
ولو سلمنا بهذه الفرية علي الله فلا بد وأن نسلم تبعاً لها أن أسماء الله الحسني وأسماء القهر والجبروت لها تقسيمات ودرجات تختلف حسب أعظمية كلاً منها، فهناك أسم أعظم ثم أسماء عظيمة ثم أسماء متوسطة العظمة ثم أسماء أدني أو دنيا.
بالقطع هذا افتراء عظيم علي الله وأسمائه، واعتراف ضمني بوجود أسماء لله غير عظيمة، والحقيقة أن كل أسماء الله عظيمة ومتساوية في القدرة والقوة ولا يوجد فروق أو درجات أو تفضيلات بينها.
فهذه أكذوبة وفرية إبليسية تقلل من شأن أسماء الله العظمى، وهو كلام ووحي من الشيطان وليس وحي من الرحمن، تم الإيعاز به وإيحائه لأهل السلف، وسار علي هذه الفرية أهل الخلف والمعاصرين.