مردة الشياطين كان لهم قواعد بكواكب السماء يسترقون منها السمع من الملأ الأعلى بأجهزة تنصت فتم غلق البوابات التي يعرجون منها وحفظ السماء بحرس شديداً وشهبا في ليلة نزول القرآن
هشام كمال عبد الحميد
من خلال الآيات الواردة عن الجن بالقرآن نفهم أنهم كان لهم قواعد بالسماء يسترقون منها السمع من الملأ الأعلى قبل نزول القرآن، ولا نعلم أن كان هذا الاستراق للسمع يتم بأجهزة سمعية تكنولوجية متطورة أم بوسائل وأدوات أخري متطورة ومتقدمة عما وصلنا إليه الآن، هذه القواعد كانت موجودة خارج الغلاف الجوي وداخل مجموعتنا الشمسية أو بالفضاء الكوني الشاسع، وكان مردة الجن هم من يقومون بالطيران والعروج في السماء من خلال أبوابها أو ممراتها السماوية المسماة الآن بالبوابات النجمية بعد أن أحدثوا خروقات وضعف في المجال المغناطيسي للأرض الذي يتولد من القطب المغناطيسي الناشيئ بدوره من سقوط الشجرة الزيتونة النورانية المباركة من السماء إلي مركز الكرة الأرضية بالوادي المقدس طوى بمكة علي ما شرحت بكتبي ومقالات سابقة.
فهناك بوابات نجمية إيجابية (طاقتها موجبة) خاصة بعروج الملائكة بين السماء والأرض، وبوابات سلبية (طاقتها سالبة) خاصة بعروج الشياطين ومن علي شاكلتهم من المخلوقات التي قد يعود أصل خلقتها إلي النار أو خليط بين النار والطين كيأجوج ومأجوج أو غيرهم.
وفي البداية يجب أن نعلم أن سمائنا الدنيا وطبقات غلافنا الجوي وما بها من بوابات سماوية وبعدية توصل للعوالم الأخرى السفلية والعلوية (وهي أيضا أقطار السماوات الأرضية) كانت مخترقة من الشياطين والكهنة بعلوم السحر وطقوس سحر الكابالا والكهانة والطقوس الشيطانية لاستراق السمع من الملأ الأعلى علي ما شرجت بالمقال السابق، بعد أن تم تنجيس الحرم المكي والتأثير علي طاقته النورانية الإيجابية التي تخرج من الطور والوادي المقدس طوى.
وكان يتم تنجيس الحرم من الشيطان وحزب الطاغوت للتأثير علي المجال المغناطيسي للكرة الأرضية الخارج من نواة الأرض وبحرها المسجور وقطبها المغناطيسي الواقع بمركز الأرض بمكة من خلال تنصيب الأصنام والأوثان وطقوس القرابين الشركية وعبادة الشياطين التي كانت تتم بالحرم المكي قرباناً للشياطين والأصنام ولا يذكر اسم الله عليها ولا تذبح بالطريقة الشرعية، بالإضافة لذبح بعض الحيوانات النجسة وشرب دمائها وتقديم قرابين بشرية أيضاً من أبناء المشركين قرباناً للشيطان والأصنام وبعض الكواكب والنجوم، مما أثر علي الطاقة النورانية بمكة والكرة الأرضية كلها وعلي الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض الذي يمثل لباس تقواها ودرعها الحامي لها علي ما شرحت بكتاب "لباس التقوى وأسرار الحج والأنعام والهالة النورانية".
هذا التغير الذي كان حادثاً بمكة والغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض هو الذي كان يسمح للكهنة والشياطين الذين يتصلون بهم من استراق السمع من الملأ الأعلى لملائكة سمائنا الدنيا واختراق بوابات السماء وفتح الممرات البعدية بين عالمنا وعالم الجن والشياطين علي ما شرحت بالمقالات السابقة.
وفي ليلة القدر التي نزل فيها القرآن وقعت المفاجأة الكبرى للشياطين والكهنة والسحرة بما لم يكونوا يتوقعوه أو يضعوه في حسبانهم بعد أن كانت الأمور مستقرة لهم لمئات السنين في السيطرة علي البوابات البعدية واستراق السمع من الملأ الأعلى، فقد وجه إليهم المولي عز وجل ضربته القاضية لهم بحفظ السماء من خلال تغيير تركيبة الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض مع إصلاحهما وترميم ما بهما من ثقوب أحدثها المشركين بالعبادات والطقوس الوثنية والسحرية، فأعاد الخالق جل وعلا السماء إلي وضعها الطبيعي ورمم ما خرقوه فيها بسحرهم وطقوسهم الشيطانية وحصن السماء بدروع كهرومغناطيسية شكلت شبكة كهربية رهيبة تصعق الشياطين الذين يقتربون منها، هذا بالإضافة إلي ملء السماء بحراسة قوية وشديدة من الملائكة وشهباً تترقب تحركات الشياطين في السماء الدنيا عن بعد وتقف بالمرصاد لأي شيطان يحاول اختراق حجب السماء واستراق السمع، فيتبعه هذا الشهاب الثاقب المدمر كالصاروخ الحراري الموجه عن بعد فلا يتركه حتى يحرقه ويقضي عليه.
وهذه الشهب التي ترمي بها الشياطين ليست الشهب التي نراها بالسماء بالقطع، فما نراه عبارة عن أحجار صغيرة شاردة بالسماء تحترق عند دخولها سماء الغلاف الجوي للأرض، بينما الشهب التي ترمي بها الشياطين وصفت بأنها شهاب ثاقب وشهاب مبين وشهاب رصداً وأنها تتتبع الشياطين، أي عبارة عن مقذوفات نارية مثل الحجارة من سجيل تنطلق من مدافع أو قاذفات منصوبة في بروج (صروح وقلاع وحصون سماوية – وهي المشار إليها بالقرآن "والسماء ذات البروج") عند منطقة الملإ الأعلى، فهي مقذوفات أو صواريخ ذكية وفائقة الجودة والتكنولوجيا لأنها ترصد الشياطين أولاً ثم تنطلق وتتبع الشياطين التي تسترق السمع بالتتبع الحراري في الغالب أو بوسيلة أخري (مثل صواريخ كروز مع الفارق بين صنعة البشر وصنعة الله)، ثم تقوم بتتبعهم والجري ورائهم حتي تثقب أجسامهم ولا تتركهم إلا صرعى.
فقد حصن الخالق تبارك وتعالي مع نزول القرآن الكرة الأرضية وغلافها الجوي ومجالها المغناطيسي وسماء مجموعتنا الشمسية بتحصينات وحرس وشهب تمنع اختراق أكثرهم لغلاف الأرض ومجالها المغناطيسي لاستراق السمع بالسماء بعد البعثة المحمدية ونزول القرآن، فكانت هذه المعجزة بمثابة مرحلة فاصلة في تاريخ الجن والشياطين أعجزتهم وشلت الكثير من تحركاتهم وعروجهم في السماء واستراقهم للسمع والقضاء علي الكثير من أعمال الكهانة والسحر.
وقد أشار القرآن لتحصين السماء في آيات عديدة كقوله تعالى:
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) (الصافات).
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) (الحجر).
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) (الحجر)
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (الملك:5)
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (فصلت:12)
وقد فصل هذا الحجاب والحرس الشديد والشهب الذي حصن الله بهم الأرض والسماء الدنيا لمجموعتنا الشمسية بين من كانوا خارج الكرة الأرضية من شياطين ومردة من الجن في قواعد استراق السمع بالكواكب الأخرى وبين الجن والشياطين الموجوين داخل الأرض، لكن كان هناك في الغالب نوعا من الاتصال وتبادل الأفكار والإيحاء بين من بالخارج والداخل بوسائل متعددة.
وهؤلاء المردة من الشياطين هم من يشاع الآن من شيطاني الإنس والجن (إبليس والدجال) وأعوانهما من شياطين الأرض ويأجوج ومأجوج أنهم أصحاب الأطباق الطائرة القادمون إلينا من كواكب أخري ليعمروا الأرض ويعلموا البشر وهم صناع الحضارات القديمة علي الأرض، وأنهم بمثابة آلهة وأبناء آلهة، وهم المتحكمون في مصائر الأرض والكون.
وقد سجل لنا المولي عز وجل هذه الحادثة بالتفصيل وخلدها في قرآنه بسورة الجن وأعطي إشارات أخري لها بسورة فصلت والحجر، وأخبر النبي محمد صلي الله عليه وسلم بهذا التغير الذي حدث في تركيبة الغلاف الجوي وغلاف المجال المغناطيسي (زينة الكواكب والسقف المرفوع ولباس تقوى أو تحصين الأرض) من خلال حادثة حدثت مع نفرا من الجن الذي استمع إلي القرآن فآمن به وترك عبادة الشرك التي كان يأمرهم بها سفيههم (إبليس)
قال تعالى:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) (سورة الجن).
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (32) (سورة الأحقاف).
ففي الآيات السابقة يخبرنا فيها المولي عز وجل أن الجن في يوم من الأيام بعد بعثة النبي محمد ونزول القرآن وهم يحاولون استراق السمع من السماء كما كانوا يفعلون من قبل فوجئوا أن سماء الأرض (غلافها ومجالها المغناطيسي) ملئت بحرسا شديداً من الملائكة وشهب يقذفون بها من كل جانب، أي حدث تغير في تركيبة الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي وهو ما جعل من المحال عليهم اختراق أبواب السماء.
وعلي الفور صرف الله مجموعة من هؤلاء الجن للتجول في الكرة الأرضية لمحاولة معرفة أسباب هذه التغيرات المفاجئة، فهداهم الله إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم ونزول القرآن عليه فآمنوا به وقرروا ألا يشركوا بربهم أحداً، وكان هؤلاء الجن ممن استمعوا لكتاب موسي وآمنوا به، ثم أغواهم إبليس وجعلهم يشركوا بالله ويظنون أنه كان له صاحبة (زوجة) وولداً، فآمنوا بالتثليث والشرك الذي كان يدعو له إبليس، ولما استمعوا للقرآن أيقنوا أن سفيههم (إبليس) كان يقول علي الله شططا،ً وكانوا يظنون أن الجن والإنس لا يمكنهم أن يتقولوا علي الله كذباً، ثم ذهبوا لينذروا قومهم، فهم أمم وطوائف مختلفة (طرائق قدداً) منهم المسلمون الصالحون ومنهم القاسطون.
ثم نوه هؤلاء الجن إلي ما كان يقوم به رجال من الإنس بالاستعاذة برجال من الجن (طلب المساعدة والعون لمعرفة بعض أخبار الغيب من السماء) فزادوهم رهقاً (إذا كانت الهاء عائدة علي الجن يكون الجن هم الذين أرهقوا الإنس، وإذا كانت عائدة علي الإنس يكون الإنس هم الذين أرهقوا الجن بكثرة طلباتهم وتسخيرهم لهم).
وفي النهاية أبدي هؤلاء الجن استغرابهم ودهشتهم إن كان هذا التغير في تركيبة السماء أراد الله به خير ورشد لأهل الأرض أم أراد به شراً لهم.
وقد أخبر المولي عز وجل رسوله صلي الله عليه وسلم أن يخبر الجن والإنس أنه يدعو لربه ولا يشرك به أحداً، وأنه لا يملك لنفسه ضراً ولا رشداً ولن يجيره من الله أحداً، وأنهم عندما يروا ما وعدهم الله به في يوم وعده الحق المنظر له إبليس والدجال وكل قوي الشر فسيعلمون من أضعف ناصراً (قوة) وأقل عددا هل الله أم حزب الطاغوتً، وأبلغ سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رداً علي تساءل هذا الجن أن يقول لهم أنه لا يدري أن كان ما يوعدون به قريباً أي سيقع في عصره أم سيجعل الله له أمداً، أي أجلاً بعيداً سيقع فيه ما يوعدون بعد عصر النبوة بمئات القرون. قال تعالى:
قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28) (الجن)
وأكد هؤلاء الجن أنهم كانوا يقعدون مقاعد للسمع بالسماء للاستماع للملأ الأعلى، أي كانوا يحتلون بعض كواكب السماء بمجموعتنا ويضعون بها أجهزة تنصت للتجسس علي الملأ الأعلى ومعرفة بعض أخبار الغيب من خلال هذا التنصت عليهم وإبلاغ الكهنة بهذه الأخبار.
إن منطقة الملإ الأعلى هي منطقة الطور السماوي (طور سيناء) الموجود بها ملائكة الملإ الأعلى وجنة المأوي وسدرة المنتهي، وعندها اصل الشجرة النورانية الزيتونة المباركة التي تسقط في كوكب الأرض بمنطقة الطور الأرضي (طور سنين) وهي منطقة وادي طوى المقدس بمكة. وينشأ منها مصباح أو زينة كوكبنا وهو القطب المغناطيسي للأرض الذي يولد بدوره المجال المغناطيسي الذي ينتشر بكل طبقات الغلاف الجوي ثم يغلفها من الخارج بسياج كهرومغناطيسي هو زينة كوكبنا أو الهالة النورانية للأرض أو لباس تقواها أو درعها الواقي والحامي لها علي ما شرحت تفصيلياً بكتاب "البوابات النجمية".
وهذه المنطقة هي مركز مجرتنا أو مركز سماءنا الدنيا ومجموعتنا الشمسية أو مركز السماوات السبع لمجرتنا، واختلفت الروايات الدينية والتاريخية والفلكية والعقائدية للأمم السالفة فيما إذا كان هذا المركز يقع بمنطقة نجم الشعرى اليمانية أم نجم الثريا أم نجم سهيل.
وقد تم تحصين هذه المنطقة عند نزول القرآن بنفس زينة أو مصابيح الكواكب، أي بسياج أو مجال كهرومغناطيسي حامي لها، وببروج سماوية (قلاع وحصون) وحراسات شديدة من الملائكة علي أبوابها ومدافع أو قاذفات شهب نارية.
وقبل خلق آدم كان إبليس وكبار وزرائه من الشياطين يتواجدون بهذه المنطقة مع ملائكة الملإ الأعلى، ومسموح له بدخول جنة المأوي الموجودة بهذه المنطقة، وعندما أمر الله هؤلاء الملائكة ومعهم إبليس وبعض كبار ملائكة النار أو الجن وكان هو زعيمهم أو طاووسهم (كلمة ملاك تعني المتملك أو المتصرف أو الموكل من الله في أمر من أمور الكون أو الأرض) بالسجود لآدم بعد تسوية خلقه وأنه سيتخذه خليفة بالأرض، حدث اختصام (جدال) بين هؤلاء الملائكة حول اتخاذه خليفة بالأرض وكان أشدهم جدلاً في هذه المسألة إبليس وبعض أعوانه من كبار الجن الموجودين معه بمنطقة الملإ الأعلى وغير مسموح لهم مثل إبليس بدخول جنة المأوى في الغالب، وفي النهاية خضع جميع الملائكة للأمر الإلهي وسجدوا لآدم إلا إبليس. فطردهم الله جميعاً ومعهم آدم وحواء من الجنة والملأ الأعلى فقال بلفظ الجمع مخاطباً جميعهم بالخروج من منطقة الملإ الأعلى وأنهم سيكونون أعداء لبعضهم:
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة:38)
قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (الأعراف:24)
وبالقطع يمكننا القول بأن إبليس ومعاونوه من كبار الشياطين بعد هبوطهم من منطقة الملإ الأعلى لم تكف أو تهدأ محاولاتهم بوسائل وأدوات متعددة من الاقتراب من هذه المنطقة أو محاولة الدخول إليها متخفياً لسماع وتسجيل ما يدور بها بين الملائكة من أخبار الغيب والكتب السماوية التي تنزل إليها لتحفظ في لوح الإمام المبين وألواح وكتب الحفظ الأخرى الموجودة بهذه المنطقة، ثم يقوم جبريل والملائكة المعاونين له بتنزيلها وإبلاغها للرسل والأنبياء.
ومن ثم فمن البديهي القول بأنه كان يبني له وللشياطين قواعد بكواكب ومناطق قريبة من منطقة الملإ الأعلى للتنصت عليهم واستراق السمع من ملائكتها، أو فك شفرات الرسائل المتبادلة بينهم وبين بعضهم أو بينهم وبين ملائكة الأرض لمعرفة أخبار الغيب والكتب السماوية المنزلة من الله، فكل ما يخص الجن والإنس يدخل في السلطان الممنوح له من الله ليتمكن من فتنة البشر والجن وغيرهما.
وهذه القواعد لا بد أن إبليس زودها بعلمه الذي يفوق علومنا بأدوات ووسائل طيران كالأطباق الطائرة وأجهزة تنصت وفك شفرات لغوية فائقة التكنولوجيا والجودة. وكانت عمليات التجسس هذه تتم قبل نزول القرآن فلما نزل القرآن تغيرت الأوضاع تماماً علي النحو الذي ذكره الله لنا بالقرآن. والسر في ذلك يرجع إلي نزول القرآن منجماً (أي مفرقاً) علي أكثر من عشرين سنة.
ونظراً لنزول القرآن من منطقة الملإ الأعلى مفرقا علي عدة سنوات، كان لا بد أن يتدخل المولي عز وجل ويحصن بنفسه هذه المنطقة من استراق السمع من إبليس وجنوده. ليصبحوا في معزل عن السمع مصداقاً لقوله تعالى:
وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ (الشعراء)
قال القرطبي: كان الجن يقعدون مقاعد لاستماع أخبار السماء، وهم المردة من الجن، كانوا يفعلون ذلك ليستمعوا من الملائكة أخبار السماء حتى يلقوها إلى الكهنة، فحرسها الله بالشهب المحرقة.
وقال القرطبي: قال الكلبي وقوم: لم تكن تحرس السماء في الفترة بين عيسى ومحمد صلوات الله عليهما وسلامه خمسمائة عام، وإنما كان من أجل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث منعوا من السموات كلها وحرست بالملائكة والشهب، ومنعت من الدنو من السماء.
والسؤال الآن:
هل تم تفكيك كل قواعد الشياطين بالسماء عند نزول القرآن أم ما زالت هذه القواعد موجودة حتي الآن؟؟؟؟؟؟
الإجابة عن هذا السؤال نجدها واضحة وصريحة بسفر الرؤيا الإنجيلي الذي يتحدث تفصيلياً عن أحداث نهاية الزمان وعلامات الساعة الصغرى والكبرى علي ما شرحت بكتبي، حيث جاء بالإصحاح 12 منه ما يفيد أن قواعد الشياطين بالسماء ما زالت موجودة وسيتم تدميرها وطرد إبليس والشياطين منها عندما يرسل لهم الله ميكائيل والملائكة المعاونين له ليحاربوهم ويطردوهم من أماكن أو قواعد تواجدهم بالسماء ويجبروهم ومعهم إبليس (المرموز له بالتنين) علي النزول إلي الأرض عند ظهور المهدي (المرموز له بسفر الرؤيا بالخروف أو الحمل) وقبل خروج الدجال مباشرة ونزول عيسي من السماء، فيصنع إبليس وجنوده حرباً مع الأمة الإسلامية (المرموز لها بهذه الرؤيا بالمرأة التي علي رأسها 12 أكليل علي ما شرحت بكتبي ومقالات سابقة) بعد أن اشتاط غضبه لأنه أدرك أن أمامه زمان يسير (مدة قليلة) وأن نهايته اقتربت، وفيما يلي ما جاء بهذا الإصحاح حول هذه النقطة:
سفر الرؤيا الإصحاح (12)
7. وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ. وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ
8. وَلَمْ يَقْوُوا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ.
9. فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ - طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.
10. وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلَهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلَهِنَا نَهَاراً وَلَيْلاً.
11. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.
12. مِنْ أَجْلِ هَذَا افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِماً أَنَّ لَهُ زَمَاناً قَلِيلاً».
سفر الرؤيا الإصحاح (20)
7. ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ
8. وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ.
9. فَصَعِدُوا عَلَى عَرْضِ الأَرْضِ، وَأَحَاطُوا بِمُعَسْكَرِ الْقِدِّيسِينَ وَبِالْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ، فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ.
10. وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
فكل الأخبار التي يتم تداولها الآن حول الزوار القادمون من كواكب أخري علي أطباق طائرة وخططهم لغزو أهل الأرض بأسلحتهم الرهيبة والمتقدمة جداً عن أسلحتنا، ليست سوي أخبار يروجها حزب الشيطان لتخويف أهل الأرض من هؤلاء الشياطين القادمون بأطباقهم الطائرة ومعهم أتباع إبليس من حلف يأجوج ومأجوج بعد أن يتم طردهم من قواعدهم بالسماء فيأتون أفواجاً وعلي دفعات متتابعة خلال فترة الدجال وما بعده في يوم الوقت المعلوم أو يوم الفتح أو يوم الوعد الحق أو يوم معركة هرمجدون علي ما شرحت تفصيلياً بكتاب "أسرار سورة الكهف" وكتاب "البوابات النجميه" وغيرهما من الكتب، وهذا الغزو الشيطاني أو الفتح الفضائي لأصحاب الأطباق الطائرة من الشياطين ويأجوج ومأجوج عند اقتراب موعد الوعد الحق جاءت الإشارة إليه بالقرآن في الآيات التالية:
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) (الأنبياء)
فالحدب علي ما شرحت بكتاب البوابات النجمية تنطبق أوصافها علي الأطباق الطائرة لأنها محدبة من أعلي وأسفل، وطبقاً لما جاء بسفر الرؤيا فحلف يأجوج ومأجوج هو أحد أهم الأحلاف التابعة لحزب الشيطان والذين سيستعين بهم كقوة ضاربة في حربه الأخيرة مع البشر والمؤمنين من الجن وملائكة وجنود الله بالسماوات والأرض.
وكل الأسلحة المتقدمة والخطط والمشاريع التي تتم بمشروعات ناسا للشعاع الأزرق ومشاريع هارب وداريا وغيرها هي أسلحة وخطط لمواجهة الحرب الرهيبة والشرسة القادمة من الله وملائكته وجنوده علي إبليس وأحزابه وأتباعه من أهل الأرض في محاولة منهم لصدها أو عمل مناوشات مضادة لها علي ما شرحت بكتبي. ولكن كل هذه المناوشات أو محاولات التناوش ستذهب سدى أمام قذفهم بالغيب (أسلحة غيبية لا مثيل لها) من مكان بعيد وأخذهم من مكان قريب فيتم هزيمتهم كما فعل بأشياعهم من قبل مصداقاً لقوله تعالى:
وَلَوْ تَرَى
إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ
وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54) (سبأ)
ويحاول إبليس والدجال الآن التلاعب بالطاقة الكهرومغناطيسية للكرة الأرضية والتحكم بغلافها الجوي ومجالها المغناطيسي لتغيير تركيبته من خلال مشاريع ناسا للشعاع الأزرق ومشاريع هارب للتحكم بالطقس والمناخ والبيئة كما شرحت بكتاب "أسرار سورة الكهف" وتنجيس مكة بالهيكل الصهيوني الذي يتم تشييده بوادي طوى بمكة في صورة أبراج عملاقة تجسد شعار الجبت والطاغوت (الدجال وإبليس) علي ما شرحت بكتاب "مشروع تجديد الحرم المكي" ومنع ذبح الهدي بواديها المقدس طوى من خلال كوبونات الأضاحي، في محاولة منهما لفتح البوابات النجمية الخاصة بممرات الشياطين ويأجوج ومأجوج لاستحضارهم وجلبهم إلي الأرض مرة أخري للسيطرة عليها واستعباد البشر وبسط خلافتهم فيها بدلا من ذرية آدم، ولاستراق السمع من الملأ الأعلى لمعرفة بعض أخبار الغيب والمستقبل، في محاولة منهما للسيطرة على كواكبها وأممها.