الخميس، 5 سبتمبر 2024

ما هو الأفك العظيم الذي افتراه علي الله من زعموا أن له ولداً؟؟؟؟؟ وما المشكلة والمصيبة في مقولة أن لله ولداً؟؟؟؟؟

 ما هو الأفك العظيم الذي افتراه علي الله من زعموا أن له ولداً؟؟؟؟؟

وما المشكلة والمصيبة في مقولة أن لله ولداً؟؟؟؟؟

هشام كمال عبد الحميد

 

قال تعالى:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (التوبة : 30 )

أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) (الصافات)

يعني اليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالوا المسيح بن مريم ابن الله، واعتبر الله قولهم هذا مضاهاة لأقوال من كفروا قبلهم، واعتبر هذا الافتراء عليه أفك كبير وعظيم وكذب يستوجب قتالهم من الله. ومن كفروا قبلهم هم كل الأمم التي زعمت أن لله ولد واعتبرته مسيح، كالمصريين القدماء الذين قالوا أن أوزيريس بعد قتل اخيه ست له بعث من الأموات واتخذه الله ولداً له (هابيل او هبل عند العرب، أو أوزير أو إسر إيل أو إسرائيل أو عزير الأصلي وليس المزيف علي ما شرحت بكتبي) وكالبوذيين الذين قالوا أن بوذا ابن الله واعتبروه مسيح، والهنود الذين قالوا كرشنا ابن الله واعتبروه مسيح، والمجوس الذين قالوا مترا ابن الله واعتبروه مسيح......الخ.

ولا بد أن كثير منكم عندما قرأ آيات الله التي وصف فيها قول من زعموا أن له ولداً بأنهم قالوا في حقه قولاً وأفكاً عظيماً كان يستغرب من هذا الوصف وثورة الغضب الإلهي عليهم نتيجة قولهم هذا، وتقول في قرارة نفسك : وليه الثورة دي كلها وأيه المشكلة في أن يزعموا أن لك ولداً، ياعم سيبك الكلام ما بيلزقش وقالوا عليك أكثر من كده.

هذا هو فهمك الضيق عن هذا الافتراء العظيم والقول الكاذب علي الله، وهو ما أوضحه لنا المولي عز وجل بالتلميح وليس التصريح في قرأنه في محاولة منه لأن يوضح لك عظم هذا الإفتراء بدون أن يشرحه بكلام صريح وإنما بالإشارة باعتبار أن تكون لبيب واللبيب بالإشارة يفهم، ولكي تفهم ما كناه ولغزه الله في قولهم فلابد أن تفهم هذه الآيات بتعمق أو بالبلدي أو تفهم قصد الله علي المفترش بلا مواربة أو تلميح، فتعالوا لنفهم مغزي الله مما قاله عن هذا الافتراء وبطريقة بلدي علشان نصل لمقصود الله من تقريعه لهم علي هذه المقولة. قال تعالى:

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الأنعام : 101)

وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (الجن : 3 )

مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (المؤمنون : 91 )

في الآيات السابقة يوضح لنا المولي عز وجل أنه لو كان له ولد فلا بد وأن يكون له صاحبة، وهو لم يتخذ له صاحبة وليس معه آلهة أخري مشاركة له في الخلق أو الملك، ولو كان معه آلهة لعلا بعضهم علي بعض ولذهب واستقل كل إله بمخلوقاته.

والصاحبة ليست زوجة طبقا لتعريف القرآن لمعاني الزوج والزوجة، فالزوجة وزوجها يكونا مخلوقين من نفس واحدة، تبدأ بخلق الزوج ومنها تخلق زوجته كحالة آدم وحواء مثلاً، مصداقاً لقوله تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء : 1 )

فلو كان لله زوجة فلا بد أن تكون قد خلقت من ذات نفسه، ومن ثم سيكون هو الإله الذكر وهي الإلهة الأنثى، وستكون مشاركة له في كثير من الصفات والقدرات والحكم والملك والخلق.

كما لم يتخذ الله صاحبة له، والصاحب رفيق (يعني بالبلدي كده الصاحبة ستكون أما رفيقته أو عشيقته، يعني أما أنها واحدة متزوجة ومرافقها علي جوزها، أو بنت بنوت ومتخذها خليلة وعشيقة له)، ويقوم في كلتا الحالتين بجامعها، ومن هذا الجماع نتج إنجاب ولد له.

فماذا يقول المسيحيين علي سبيل المثال في خلق عيسي وأنه ابن الله؟؟؟؟؟

انقسموا في هذا الشأن لفريقين:

فريق قال أن مريم كانت متزوجة من يوسف النجار وكان رجل كبير في السن وعنين (بالبلدي مالوش في النسوان) فظلت عذراء، وحلت روح الله في الروح القدس وأتي لمريم وأنجب منها عيسي، يعني أما أنه جامعها أو لقحها بطريقة ما وأنجب منها عيسي، فهو ابن الله واجتمعت فيه بعد هذا الجماع أو التلقيح الأقانيم الثلاثة: الأب (الله) والأبن (عيسى) والروح القدس (جبريل). قال تعالي في هؤلاء:

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المائدة : 73 )

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة : 17 )

فريق آخر نفي قصة زواجها من يوسف النجار وقالوا أنه كان بيتولي شئونها فقط، وأن روح الله حلت في فرجها وأنجبت منها عيسى (يعني بالبلدي الله نزل من عرشه بذاته وذهب إليها وجامعها بنفسه)

العالم دي بقي جابت لنا الموضوع من الآخر بلا مواربة أو لف ودوران.

وهناك من زعم أن الله أرسل نطفة منه مع الروح القدس ليقوم بتلقيح مريم بها (مش فاهمين أزاي؟؟؟؟ والكلام ده مالوش غير معني واحد أن ربكم قام بعمل العادة السرية وأخذ منها نطفة علي يده وسلمها لجبريل وقاله روح لقح بيها فرج مريم؟؟؟؟

نهار أسود ومنيل بستين نيلة عليكم وعلى اللي جابكم!!!!!)

هل علمتم الآن مدي الوقاحة والافتراء علي الله ومدى خطورة هذه المزاعم الكاذبة؟؟؟؟؟

فكان لا بد وأن يوضح لنا الله حقيقة خلقه لعيسى، قال تعالى:

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً (21) (مريم)

وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (التحريم : 12 )

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (النساء : 171 )

ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) (مريم)

قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (الزخرف : 81 )

وقصة خلق عيسى شرحتها بالتفصيل بكتاب "أسرار الخلق والروح بين القرآن والهندسة الوراثية" وخلاصة القول فيها : أن الله أرسل مع روحه جبريل (الروح القدس) الجزء المكمل لبويضة مريم لتصبح خلية حية كاملة ينجب منها عيسى، فالبويضة خلية جنسية (تعتبر نصف خلية حية) بها فقط 23 كروموسوم والحيوان المنوي به النصف الأخر وهو 23 كروموسوم والخلية الحية بها 46 كروموسوم، وعند تلقيح الحيوان المنوي للرجل لبويضة الأنثي بعد الجماع يتحد الأثنان ويصبحا خلية حية ملقحة ونشطة ومنها يتم خلقنا في أرحام أمهاتنا.

أي أرسل الله معه نصف الأوامر الإلهية (الروح) اللازمة لخلق عيسي والموجودة بالحيوان المنوي ليلقح بها بويضة مريم في رحمها وكأنها حيوان منوي بدون أي جماع ثم تدخل الخالق بقوله كن فيكون لتتم عملية خلق عيسى برحمها، وهذه الأوامر الإلهية أو نصف الروح هي الكلمة التي أرسلها الله لمريم وحملها جبريل للتلقيح ثن قال الله لهذه الخلية كوني عيسى وفق المواصفات المسجلة بجينات هذه الكروموسومات فكان عيسى، لذا قال الله أن المسيح كلمة منه وأن خلقه مشابه لعملية خلق آدم مع بعض الاختلافات، والتفاصيل بالكتاب، قال تعالى:

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (آل عمران : 59 )

وللحديث بقية عن أسرار أخري خاصة بعيسى وعودته ومعجزاته.