السبت، 21 سبتمبر 2024

الأساطير والنصوص الهندية المقدسة تشير لهبوط آدم وحواء من جنات وكواكب السماء إلي الأرض بمركبات فضائية

 الأساطير والنصوص الهندية المقدسة تشير لهبوط آدم وحواء من جنات وكواكب السماء إلي الأرض بمركبات فضائية

هشام كمال عبد الحميد

لقد هبط آدم وحواء وقابيل بكر آدم الذي ولد بالجنة كما جاء بشروح التوراة وبعض الروايات الإسلامية ومعهم إبليس وأعوانه من جنات عدن بالسماء إلي الأرض، بشحمهم ولحمهم ودمائهم، أي بأجسامهم البشرية بالنسبة لآدم ومن معه كما هي دون حدوث أي تغيير في تركيبتها يمكنها من السفر عبر الفضاء، فمن المعروف أن السفر بالفضاء له عقبات كبري منها السير فيه بسرعة الضوء أو أكبر أو أقل قليلاً، وهذه السرعات الفائقة تؤدي بالأجساد البشرية إلي التلاشي والتحول لطاقة، أيضا لا يوجد بالفضاء الكوني أكسجين والجاذبية منعدمة به، وهناك الجسيمات الفضائية التي تسير بسرعة الضوء، والشهب والنيازك التي لن يستطيع الإنسان الإفلات من الارتطام بها، ناهيك عن الأشعة والموجات الحارقة والقاتلة المنتشرة في كل الفضاء الكوني، ومن ثم فاحتمال الموت لا مفر منه إذا تم السفر بدون وسيلة أو معراج (دابة أو مركبة فضائية) أو عبر شيء آخر يمكن من الاستمرار في الحياة ويقي الإنسان من عقبات السفر عبر الفضاء.

ولنا في قصة رفع النبي أخنوخ (إدريس) للسماوات العلي بمركبة فضائية حسب ما جاء بوصفها في سفر أخنوخ وشروح التوراة عبرة ومثل علي استحالة سفر أي إنسان للسماوات العلي بجسده دون وجود دابة كسفينة فضاء أو ما شابه ذلك من دواب السماء الإلهية، ونفس الوصف جاء بالتوراة في شرح المركبة التي رفع بها النبي إيليا (إيلياس) للسماء.

كذلك في قصة سفر النبي صلي الله عليه وسلم ليلة المعراج إلي السماء بالبراق خير دليل علي استحالة رفع الإنسان للسماء أو هبوطه منها بدون دابة سماوية تسير بسرعة البرق كالبراق، أيا كان شكلها أو طبيعتها، وغالباً الدواب السماوية الإلهية تكون علي أشكال الحيوانات والطيور والملائكة......الخ.

فالسفر في الفضاء واختراق أقطار السماوات والأرض سواء من الإنس أو الجن أو أي مخلوق يحتاج لسلطان كبير، أي أداة أو دابة معقدة التركيب تمكنه من هذا السفر عبر بوابات وأسباب السماء (ممراتها وأنفاقها الدودية). قال تعالى :

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمن:33).

وبالتالي فمن المرجح أن يكون آدم وحواء وإبليس وأعوانه قد هبطوا من السماء إلي الأرض عبر بوابات نجميه أو معارج كما سنوضح بعد قليل باستخدام دواب سماوية أو مركبات فضائية.

لذا لم تخلو النصوص المقدسة للحضارات القديمة وأساطير شعوبها من الحديث عن مخلوقات أوائل هبطوا من السماء إلي الأرض في مركبات فضائية مختلفة، وأشارت هذه النصوص إلي أنهم من شيدوا الحضارات الأولي وعلموا البشرية الكثير من العلوم.

وكثير من هذه النصوص أطلقت عليهم مسمي الآلهة، لأن الشعوب القديمة قدست هؤلاء الهابطون من السماء سواء أكانوا من الإنس أو الجن، ثم آلهتهم بغواية من إبليس ووضعت أبنائهم وكهنتهم وأحفادهم في مرتبة تالية أطلقوا عليها أنصاف الآلهة أو أبناء الآلهة.

تقول أساطير شعوب الأنكا (الهنود الحمر بأمريكا الجنوبية) أن من شيدوا حضارتهم أناس أتوا من الفضاء الخارجي يسمون Tnithm  وتركوا بها أرث علمي وثقافي رائع، فكانوا يعبدون الشمس (حسب معتقدات هذه الشعوب التي لا تعترف إلا بعبادة الشمس)، وبنوا الأهرامات المدرجة لهذا الغرض للوصول إلى ضوء الشمس. فهم ممن أغواهم شيطاني الإنس والجن مثل قوم سبأ وغيرهم فكانوا من عبدت الشمس، ولهذا سموا أنفسهم الأنكا لآن كلمة «أنكا» تعني :الملك أو الابن الأوحد للشمس. ومن عقائدهم في الموت أن الناس لا تموت إلا ثلاثة أيام ثم يعودون للحياة في صورة شخص آخر، وهذه العقيدة منبثقة من نفس العقيدة المسيحانية الدجالية عن موت الرب وقيامه من الأموات بعد ثلاثة أيام.

والأساطير والنصوص المقدسة الهندية تتحدث عن زوار قدموا من العالم السماوي إلي عالمنا الأرضي وشيدوا الحضارة الهندية، وزيارات من أهل الأرض لكواكب السماء علي ماكينات فضائية، وجميع الأساطير والنصوص لم تسلم بالقطع من التحريف والتخريف وفنتازيا الخيال الشعبي.

ففي عام 1972 قامت العالمة الأميركية رث رينا، المتخصصة في اللغة السنسكريتية، بإعداد تقرير لعلماء متخصصين في أبحاث الفضاء. وأنصب التقرير علي ما جاء في النصوص الهندية القديمة من إشارات واضحة إلى الطيران وخاصة الفضائي منه.

واستندت هذه العالمة علي مؤلف هندي قديم به 230 صفحة عن السفريات الكونية الفضائية. وعمر هذا المؤلف حوالي خمسة آلاف سنة تقريباً. وكما تقول رينا فهذه النصوص تذكر بضعة أنواع من الماكينات الطائرة الكبيرة مما يساعدها ذلك في الوصول إلى النجوم الكائنة خارج منظومتنا الشمسية.
وفي عام 1979 أيضاً ألقي العالم الهندي ديليب كومار كانجلال تقريراً في ميونيخ يعلن فيه أن النصوص الهندية المقدسة القديمة المعروفة باسم الفيدا (لا تنسوا أن الهنود سبط من أسباط أو أمم بني إسرائيل علي ما شرحت بكتبي ومقالاتي) تتكلم بصورة واضحة عن هبوط للآلهة (المخلوقات الأولي للبشر والجن) من كواكب بعيدة بالسماء إلي الأرض.

وسنعرض مقتطفات مختصرة جداً من تقريره المنشور منه أجزاء علي شبكة الإنترنت نقلاً عن بحثه :

D.K.Kanjilal , Vimana in Ancient India , Calcutta, 1985)) مع تدعيمها ببعض الصور التي استطعنا العثور عليها لمركبات الفيمانا الطائرة التي سيخصص أكثر البحث لها.

فمن المعلوم أن مؤلفات الفيدا وتعني بالسنسكريتية النصوص المقدسة هي أقدم النصوص الهندية (من 1500 سنة إلى 300 سنة قبل الميلاد) وبها شرح لعادات الآلهة وسلوكها. وفي الواقع يعتمد التقرير المذكور على أقدم نص للفيدا ويسمى أوبانيشادى، ونصوص أخرى تعود إلى الألف الأول الميلادي إسمها بورانا. كذلك استشهد كانجلال بالملحمتين الهنديتين المعروفتين باسم رامايانا ومهابهاراتا المعروفتين منذ العقود الميلادية الأولى.

وأكد البروفسور الهندي أن الأسئلة المتعلقة بأصل العالم والآلهة والبشر نجدها في الفيدا متصلة بالإشارات التي تتكلم بكل وضوح عن قيام حضارة رائعة في زمن ما.

ووفق الأساطير الهندية كان براهما وهو الرب الأقدم للعوالم يتكون من جسدين ذكوري وأنثوي (الصحيح أنه بدأ خلق العالم بزوجين متضادين هما الظلام والنور) مما يذكرنا بتأريخ الرب رع وفق الأساطير المصرية. ومن هذين الزوجين ولد (خلق) الكائن المسمى فيرات الذي وهب بدوره الحياة لستة آلهة، وأول هذه الآلهة (الصحيح المخلوقات) ولد (خلق) آلهة (مخلوقات ما قبل آدم والجن) وشياطين اسمهم آسور وأنصاف آلهة وبشرا وغيرهم.

وخلال فترة معينة ساد نوع من التعايش السلمي بين الجميع، ولكن حين ازداد عدد الشياطين بدأ القتال بينهم وبين الآلهة. وكانت الغلبة للشياطين الذين طردوا الآلهة من السماء (المقصود آدم وحواء ونسلهما من البشر). وبقيادة إله النار آغني (إبليس) ترك 303 من الآلهة السماء متوجهين إلى الأرض (هم أعوان إبليس ووزراءه من مردة الجن الذين كانوا يشكلون الحكومة الكونية العالمية التي تدير شؤون السماء والأرض عندما كان إبليس مستخلفاً من الله علي كل المخلوقات قبل خلق آدم وقبل أن يعصي الله ويرفض السجود لآدم كخليفة جديد). وجاء في النص القديم أنهم : وصلوا إلى الأرض عبر الأثير (أي عبر الفضاء الكوني) وعاشوا في البدء في مكان معزول لكنهم في النهاية جاءوا إلى الهند.

ويقول كانجلال إن وصولهم أثار دهشة البشر (يقصد النص المخلوقات التي كانت تعمر الأرض قبل خلق آدم من الهن والحن والبن والجن....الخ) وقد استقبلوا الآلهة بحفاوة بالغة.

واستشهد كانجلال هنا بمعلّق على نصوص الفيدا عاش في القرن الرابع عشر وأكد في مرات عدة أن الآلهة قدموا من مكان بالغ الارتفاع إلى الأرض عندما كان العراك مستمرا بين زعيم الشياطين وإندرا سيّد السماء. ثم انتقل هذا العراك إلى الأرض حيث وقف البشر إلى جانب الآلهة الطيبين. وطبقاً لما جاء في نص آخر عاد اثنان وعشرون من الآلهة إلى السماء بعد هزيمة الشياطين، وبقي أحد عشر منهم على الأرض.

وتصف الماهابهاراتا الصفات الجسدية للآلهة بأنهم كانوا لا يعرقون ولا ترمش أجفانهم وأقدامهم كانت لا تطأ الأرض، أما لباسهم فلا يبلى، إلا أن حياتهم تخضع للدورة الطبيعية من الميلاد والنمو والموت. ووفق نصوص أخري كانت أعمارهم طويلة تمتد إلى 12 ألف سنة أو أطول. أما مظهرهم فهو مظهر الشباب على الدوام.

وعثر كانجلال علي نص من الفيدا به إشارات تفيد بأن هؤلاء الآلهة (من الجن والإنس) استخدموا ماكينات طائرة في هبوطهم من السماء إلي الأرض، مسماة في نصوص الفيدا بالفيمانا. وأوضح كانجلال في بحثه أن الفيمانا تعني نوعا من الجهاز الآلي الذي يقلد تحليق الطير. وفي النص المسمى ريغفيدا هناك عشرون مقطعا على الأقل عن طيران أجهزة استخدمها الأسفين وهم آلهة توائم. كما نجد وصفا لجهاز من هذا النوع متكون من ثلاثة طوابق وعلى شكل مثلث وفيه ثلاث عجلات ويسع ثلاثة ركاب فقط. أما هيكله فمصنوع من ثلاثة معادن : الذهب والفضة والحديد.

ونقرأ في الريغفيدا أن سرعته تفوق سرعة التفكير ويمكنه السير على الأرض والغوص في الماء والتحليق في الجو. ويفيد نص آخر اسمه ماتيا ساسترا بهاراتا أن الآلهة لم يكونوا وحدهم الذين استخدموا هذه المركبات الطائرة بل كان هناك الممثلون الآخرون المسمون بالكائنات ما فوق البشر والقادمة من خارج الأرض استخدموا هذه المركبات في رحلاتهم إلي الأرض.

  


طبق الفيمانا الطائر في النصوص الهندية

أما آليات عمل هذه الماكينات الطائرة فنجد أوصافا دقيقة لها في الكثير من النصوص الهندية القديمة، مثل فايما نكاساسترا بهاردفايا وسامارغانا سوترادا أو يوكتالباتار وبهويا من القرن الحادي عشر الميلادي.

وتحوي النصوص المذكورة الكثير من التفاصيل عن حجم هذه الماكينات وأجزائها، كذلك يوجد بهذه النصوص تعليمات حول القيادة أثناء الرحلات الطويلة بها أو مواجهة العواصف أو الهبوط الاضطراري، وتوجيهات حول تحويل عمل الماكينة كي تستغل الطاقة الشمسية في حالة افتقادها إلى الطاقة الاعتيادية، وتشير بعض النصوص الى أسماء سبعين من الفنيين وعشرة خبراء مختصين بالطيران.

وتميّز هذه النصوص أربعة أنماط أساسية للفيمانا هي : روكما ، سوندارا ، تريبورا ، ساكوما، وهذه تنقسم بدورها إلى 113 نمطا ثانويا تختلف فيما بينها بدرجات متفاوتة.

وأنماط روكما كانت مصبوغة باللون الأحمر ولها شكل المخروط، ولسوندارا شكل قريب من شكل الصاروخ، وتريبورا كانت ماكينة مؤلفة من ثلاثة طوابق، أما ساكوفا فتذكرنا بشكل الطير وهي أطولها جميعا.

و تشير النصوص الى أن ساكونا تتكون من 25 جزءا أساسيا بينها أجزاء شبيهة بأجزاء الطائرات المعاصرة، كذلك هناك تفاصيل كثيرة عن الفيمانا من طراز تريبورا. مثلا بالإمكان تغيير أجزاء في الماكينة لكي تصلح للعوم في الماء أو التحليق في السماء. أما هيكلها فمصنوع من حديد خاص إسمه ترينترا.


تصميم لإحدى مركبات الفيمانا

وهذه تفاصيل عن تريبورا الماكينة ذات الطوابق: الطابق الأسفل ارتفاعه متران وعرضه ثلاثون مترا. وله عجلات شبيهة بعجلات طائرات اليوم والتي تختفي في الداخل عند التحليق، أما الطابق الأول فارتفاعه متران فقط إلا أن عرضه 25 مترا فقط، وتشير النصوص إلى أنه مخصص للعوم في الماء، فهناك تعليمات خاصة حول كيفية سد الفتحات في حالة الغوص. ويبلغ ارتفاع الطابق الثالث مترين أما العرض فيبلغ 21 مترا، ووظيفة هذا الطابق حماية الماكينة من الأخطار الخارجية كتغيرات درجات الحرارة أو العواصف أو الهزات.

وفي أحد النصوص نجد أوصافا لأماكن المسافرين ومستودع الوقود ومكان الأمتعة أو جهاز تكييف الهواء.

ورأي البروفسور كانجلال أن ما يلفت الانتباه في هذه النصوص هو المعلومات عن عمل موّلد الطاقة الشمسية، فمثلا نجد في فايمانكا ساسترا بأنه ينبغي لهذا الغرض بناء ثمانية أنابيب من زجاج خاص يمتص أشعة الشمس، كذلك هناك تفاصيل مثيرة عن الجهاز الخازن للطاقة الشمسية.

وفي كتاب أماراغانا سوترادهارا نجد أبحاثا مخصصة لموضوع الحركة في الهواء ومقدار الطاقة اللازمة لإقلاع الماكينة عن الأرض، والحفاظ على توازنها والسيطرة على جميع أجهزتها أثناء الطيران.

وفيما يتعلق بالوقود السائل فتذكر النصوص نوعين : الزئبق ووقود اسمه راسا لم يصل العلم حتي الآن إلى نتائج بشأنه. إلا أن النص يتكلم عن الزئبق كمصدر للطاقة لكن بأسلوب مبّسط  قد يكون الغرض منه مخاطبة قارئه آنذاك بصورة مفهومة.

كذلك يشير النصّ إلى أن الأجهزة الشبيهة بهيئة الطير يوضع بها الوقود في مكان خاص بأربعة مستودعات للزئبق. وهذا الزئبق يسّخن ببطء على نار من فحم الخشب، وبعدها ترتفع الماكينة في الهواء نتيجة تسخين الزئبق الذي يدفعها إلى الأمام وفي ذات الوقت يحدث البخار ضغطا ودفعا إلى الوراء (كما هو الحال في صواريخ اليوم ).

و نقرأ أيضا أن الماكينة تحلق في الهواء بفضل حركة الجناحين والغلاف الهوائي، وبرأي كانجلال فهذا النص يدلل على أن مؤلفه يعرف جيدا ما يطلق عليه علم الميكانيكا المعاصر مصطلح العزم، وهو مفهوم يستخدم عند وصف أحوال الكم في الفيزياء وتغيراته في ميكانيكا الكتلة ونظام النقط الرياضية، فهناك العزم الساكن وعزم اللاسيطرة، وعزم القوة أو عزم الدفع.


ويؤكد كانجلال أن جميع هذه التفاصيل التي عرفتها الهند القديمة كان في الإمكان اعتبارها حكايات وخرافات من نسج الخيال الشعبي لولا أن صحتها قد ثبتت بصورة ما.

ووجد إشارات في رامايانا الى المكائن الطائرة التي إستخدمها الآلهة التوائم (أسفين)، كذلك نقرأ أن راما كاندرا قام برحلة الى مدينة تبعد عن سيلان بألفي كيلومتر على متن جهاز مسمى بوسباكا. ورافقته في الرحلة زوجته وخمسة ركاب آخرين. وهذا الجهاز كان يبدو كأنه جبل طائر وله شكل المخروط. وهناك أوصاف كثيرة لداخل الجهاز مثل كابينات المسافرين وأثاثها إلخ. ونقرأ : أحدثت المركبة ضجة حين إرتفعت في الهواء. وعندما حلقت عاليا أشار راما الى ساحة المعركة والجسر الذي يربط سيلان بالهند وزبد المحيط.

وتصف الرامايانا هذه الرحلة بكل تفاصيلها حيث حلقت الماكنة فوق التلال والغابات ثم هبطت في كسنكندهيا الواقعة قرب حيدر آباد اليوم. ومن هناك أقلعت الماكينة بعد أن صعد إليها ركاب آخرون، وطارت فوق سهول وسط الهند ووصلت في نهاية المطاف الى أودهيا.

فكما رأينا تحوي هذه النصوص الهندية القديمة معلومات لا ينبغي في جميع الأحوال الاستهانة بها أو القول بأنها كلها مجرد خرافات معدومة القيمة العلمية والفائدة، وما يفهم من هذه النصوص أن الحضارة في عصر آدم كانت متقدمة ومتطورة بصورة لا يمكن لنا تخيلها.

وللمزيد من التفاصيل راجع كتابنا "كشف طلاسم وألغاز القرون الأولى والدجال وأبراج النمرود وطوفان وغواصة نوح والمركبات الفضائية لسليمان" 

وجميع كتبي يمكن تحميلها من الرابط التالي:

https://heshamkamal.blogspot.com/2023/05/normal-0-false-false-false-en-us-x-none.html


شواهد من العمران في مدينة راما القديمة (الهند وباكستان حالياً) وبعض النماذج من المركبات الفضائية المختلفة


نصوص سنسكريتية قديمة حول مركبات الفيمانا الطائرة

 

 

الجمعة، 20 سبتمبر 2024

إبليس عصي الله ولكنه لم يجرؤ أن يتحداه لعلمه أنه قادر عليه والله أنظره ليكون أحدي أدواته في فتنة وتمحيص البشر والتسلط علي من يتولونه من الإنس والجن

 إبليس عصي الله ولكنه لم يجرؤ أن يتحداه لعلمه أنه قادر عليه

والله أنظره ليكون أحدي أدواته في فتنة وتمحيص البشر  والتسلط علي من يتولونه من الإنس والجن

 

درج علي ألسنة الناس وعلماء السلف من المسلمين أو أهل الكتاب منذ عصر آدم وحتى الآن مقولة بثها إبليس بين الناس وتداولتها الألسن منذ عقود موغلة في القدم مفادها: أن إبليس تحدي الله عندما رفض السجود لآدم ثم قام بإغوائه وحواء ليخرجهما من الجنة وما زال يتحدى الله بإغواء وإضلال البشر.

وهذه مقولة خطيرة تنطوي علي أهداف ومرامي خبيثة تسيء للذات الإلهية بطريقة غير مباشرة، لأننا لو أقررنا أن إبليس تحدي الله فسينطبع بداخلنا شعور لا إرادي بأن إبليس مساوي لله في القدرة والقوة والحكم وأن الله غير قادر علي ردعه أو صده أو وقف تحديه له. وهذا ما كان يردده بالفعل كل من يشرك بالله ويتخذ معه آلهة أخري شريكة له في الملك والحكم اتقاء لشرهم وعلي رأسهم إبليس الذي تعبدت له الأمم السالفة بمسميات مختلفة.

والحقيقة أن إبليس كما أنبأنا الله في قرآنه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لم يتحدى الله، بل ناشده وترجاه وطالبه أن ينظره ليوم البعث، وهذا دليل منه علي إقراره بربوبية الله رغم عصيانه له في السجود لآدم، وأنه لا يستطيع فعل شيء مع آدم وذريته بدون أذن وسماح له بذلك من المولي عز وجل لحكمة أرادها الله وأوضحها لنا بالقرآن كما سنوضح بعد قليل.

فما فعله إبليس هو رفضه الدخول تحت رياسة وطاعة وحكم آدم والتنازل عن خلافته ورياسته وحكمه هو وذريته علي كل من في الأرض والسماء عندما كان عبداً مطيعاً لله قبل أن يعصاه ويرفض السجود (أي تقديم الطاعة والقيادة والولاء) لآدم الذي كرمه الله وفضله عليه وعلي سائر المخلوقات لأنه قبل حمل الأمانة وتحمل تبعاتها التي رفض إبليس وسائر المخلوقات حملها، وأصبح الإنسان ظلوماً جهولاً عندما فرط في هذه الأمانة وأساء استخدامها.

والأمانة ليست العقل كما هو مشاع لأن جميع مخلوقات الله عاقلة مفكرة بما فيها الحيوانات والجبال والكواكب والنجوم وجميع الجمادات، ودليل وجود عقل لها هو رفضها لحمل هذه الأمانة التي حملها الإنسان فكان بحمله لها ظلوماً جهولاً. قال تعالى :

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب : 72 ).

فالأمانة كما شرحت بكتاب "لباس التقوى وأسرار الحج والأنعام والهالة النورانية" هي الإرادة التي تفضي إلي حرية الاختيار فيصبح الإنسان مخير غير مسير في غالبية أموره بما فيها أمور عبادة الله وطاعته، ويتحمل بموجبها تدبير كل أعباء معيشته وحياته، أو يكون عبداً مسيراً طائعاً لله ينفذ أوامره بلا حاجة لأي وسائل أقناع أو تفكير في حكمة وهدف ما يأمر به ويتحمل الله تدبير جميع شئون معيشته وحياته من ملبس ومسكن ومأكل ومشرب ورزق مثله مثل الملائكة والحيوانات وسائر المخلوقات في هذا الكون.

ثم اتضح لي بعد ذلك عند البحث في موضوع أصحاب السلطان الإلهي أو أصحاب الأسماء الحسنى أو الأوامر الإلهية أو المدبرون أمراً الذين يدبرون كل شئون الكون والخلق، أن الأمانة هي أمانة حمل الأسماء أو الصفات الحسني لله كالرحمة والعطاء والإحسان.....الخ، وأسماء أو صفات القوة والقهر والجبروت والإمساك والمنع والانتقام والعزة والهيمنة والسيطرة.......الخ، والتصرف مع هذه الصفات بحكمة وميزان اعتدال بحيث لا تطغي صفات علي أخري وتصبح هي المسيطرة علي كل تصرفات الإنسان. لذا طالبنا الله بألا نطغي في الميزان أي ميزان الاعتدال بين هذه الصفات أو ميزان التعامل مع الناس فنكيل الأمور بمكيالين حسب أهوائنا.

فالأمانة سلاح ذو حدين من يحسن استخدامها يصبح إنساناً معتدلاً في تصرفاته وأحكامه، كاملاً طائعاً مخلصاً لله في عبادته محباً له مقتنع تمام الاقتناع بلا أي جبر بقدرة وقوة وربوبية ووحدانية خالقه، ومن يسئ استخدامها يتصرف بقوة وجبروت وكبر وتعالي وكأنه إله بالأرض، فيعصي الله ويكفر أو يشرك به ويتكبر ويفسد كما شاء في الأرض، فيغتر بنفسه معتقداً في قرارة نفسه أنه إله ذو قوة وإرادة ومساوي لله في القدرة والقوة، وأن الله لن يقدر عليه فيكفر بالآخرة والحساب والبعث.

وتعالوا لنتعرف علي حقيقة ما فعله إبليس، ونتعرف علي طبيعة ما دار بينه وبين الخالق من حوار طبقاً لما كشفه الله وأنبأنا به في قرأنه الكريم الذي أنتم غافلون عن فهم الكثير من آياته الواضحة الجلية :

عندما أمر الله الملائكة وإبليس (وكان من الجن وخليفة لله ورئيس علي الملائكة والجن وسائر المخلوقات بالأرض والمجموعة الشمسية)، أن يقدموا الطاعة والولاء لهذا المخلوق الذي خلقه الله بيديه وقبل حمل الأمانة فكرمه الله بها واختاره خليفة جديد بالأرض جميعاً (أرضنا وكواكب مجموعتنا) وكل ما بها من مخلوقات بما فيها ملائكة الأرض والملأ الأعلى، رفض إبليس تنفيذ هذا الأمر متعللا لله بالآتي :

·       أنه أفضل في طبيعة خلقته من آدم فهو مخلوق من نار وآدم مخلوق من طين.

·    أنه وذريته الأحق باستمرار خلافته ورياسته في الأرض من أدم وذريته لأنهم لن يكونا أكثر طاعة منه وذريته لله، وسيكون أكثرهم كافرون بالله ومشركون به وغير شاكرين له.

وطلب إبليس من الله أن ينظره ليوم يبعثون ويعطيه سلطان علي كل البشر ليثبت له أنه قادر علي صدهم عن عبادته وقادر علي حثهم علي الشرك به، وأن البشر سيطيعوه في كل ما يأمرهم بهم ويتخذونه إلهاً من دون الله بموجب هذا السلطان الذي سيمنحه الله له، فالبشر لا يخشون إلا كل من يروه أمام أعينهم ذو سلطان وجاه (يقصد أنهم بيخافوا وما يختشوش)، وطلب من الخالق أنه لو نجح في أثبات ذلك له فعلي الله أن يعفو عنه ويرد الخلافة في الأرض له ولذريته.

فلبي الخالق جل وعلا طلبه بأنظاره ليوم الوقت المعلوم وليس يوم البعث ليكون مصدر فتنة وبلاء واختبار للبشر في هذه الحياة الدنيا، وأداة من أدوات الخالق لتعذيب من يتخذونه وذريته أولياء لهم من دون الله، ومنحه الله سلطان علي كل من يتبعه فقط، وتوعده بأنه لن يعفيه من محاسبته علي جريمة عصيانه أمر السجود لأدم الذي كرمه الله عليه، كما سيحاسبه علي أي جرائم أخري أو فساد يرتكبهما في الأرض.

فالشيطان في النهاية هو أداة من أدوات الخالق لفتنة واختبار بني آدم، اختاره الله لهذه المهمة لعلمه بأنه الأصلح والأنسب لها من بين جميع مخلوقاته، فالله لا يخلق مخلوق لتكون وظيفته الفتنة والشر والضلال فقط مثل إبليس، فكل مخلوق خلقه الله فيه النجدين (الخير والشر) فالخيرين يغلبوا طباع الخير علي طباع الشر بتصرفاتهم وعبادتهم والخبيثين يغلبوا طباع الشر في كل سلوكياتهم. والفتنة سنة من سنن الله في خلقه فآدم كان فتنة لإبليس فافتتن بها وعصى الله ورفض السجود له ثم اصبح هو وذريته فتنة لآدم وذريته. قال تعالى:

أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) (العنكبوت)

وقد أختار الله إبليس وأنظره ليوم الوقت المعلوم ليكون فتنة لبني آدم لعلمه أنه يكن عداوة وحقد دفين لا مثيل له علي أدم وذريته لأنهما سب نزع الخلافة والسيادة منه في الأرض والمجموعة الشمسية حسب ظنه، والسيادة والرياسة هما كل مبتغى إبليس وغايته، وكانت عبادته وطاعته لله مربوطة بتسييده وذريته علي سائر المخلوقات بالأرض جميعاً، فلما شعر أن الله ينزع منه هذا الملك والسلطان عصي أمر الله بالسجود لآدم (أي تقديم الطاعة المطلقة والولاء له والعمل تحت رياسته)، ومن ثم فسيفعل إبليس كل ما في وسعه لحث آدم وكل نسله علي الضلال والفساد والشر والكفر والشرك بالله ليستعيد رياسته وزعامته وخلافته في الأرض، وبمكائد إبليس للبشر سيتم تمحيص المؤمنين من الكافرين والله أعلم بهم من قديم الأزل، ولكنه يريد إقامة الحجة علي كل إنسان، فلن يتبع إبليس إلا الكافرين وأصحاب النفوس الخبيثة مثله، وسيتجنبه ويتقي شره ومكائده العباد المخلصين أصحاب العقول المتزنة والنفوس السوية والقلوب الطيبة النقية الطاهرة. ويتضح ما شرحناه من قوله تعالى:

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) (سورة سبأ) .

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) (سورة النحل).

ففي الآيات السابقة يقر لنا الخالق سبحانه وتعالي أن إبليس صدق علي أكثر البشر ظنه بأنهم سيصبحون أكثر ضلالاً وكفراً بالله منه، فاتبعوه وساروا وراء ضلالته إلا قلة من المؤمنين، وأكد لنا الخالق أنه لم يجعل له سلطان علي كل البشر إلا ليُعلمنا من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك، وأنه ليس له سلطان علي الذين أمنوا وعلي ربهم يتوكلون أنما سلطانه علي من يتولونه والذين هم به مشركون، أي هم بإبليس مشركون له مع الله في الملك والحكم فيقولون أن إبليس شريك لله في ملكه وحكمه، فقد تحداه وانتصر عليه، تعالى الله عما يقولوه علواً كبيراً.

كل ذلك بدون أن يدعوهم إبليس لاتخاذه إلهاً من دون الله فلا يوجد بالقرآن آية واحدة تقول أن إبليس دعا الناس لعبادته، فالكافرين هم من أتخذوه إلها دون أن يأمرهم بصورة مباشرة بذلك، لأنه لن يجرأ أن يدعو لنفسه كإله لأنه يعرف قدره ويعرف قدر الله جيداً. ودائما كان يقسم لله بعزته وجلاله ويقر بأنه يخاف الله رب العالمين.

قال تعالى :

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) (سورة الحجر) .

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18) (سورة الأعراف) .

إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (سورة ص).

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) (سورة الإسراء).

كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (الحشر : 16 ).

فهذه الآيات تشرح ما دار بين الله وإبليس عندما رفض السجود لآدم، وقد جاء بآيات كل سورة من هذه السور آيات متكررة وأخري مختلفة في ألفاظها ومعانيها عما ورد في السور الأخرى، لتعطينا جميعها صورة كاملة للحوار الذي تم بين الخالق وإبليس وأسباب رفضه السجود لآدم وما سيفعله بآدم وذريته ليضلهم عن سبيل الله، ويمكن تلخيص هذه الحوارات في الآتي :


1.  رفض إبليس السجود لآدم الذي خلقه الله بيديه لاعتقاده المبني علي تكبره أنه أشرف من آدم في الخلق فهو مخلوق من نار وآدم مخلوق من طين، والنار من وجهة نظره أشرف من الطين.

 

2.  أمر الله إبليس فور رفضه السجود لأدم أن يخرج من الجنة مذؤوماً مدحوراً، وأقر الله بناء علي رفضه الأمر الإلهي أنه من الكافرين، وتوعده أنه سيكون رجيم وأن عليه لعنته إلي يوم الدين وأنه سيكون من الصاغرين (أي من الممسوخين في الخلقة)

 

3.  طلب إبليس من الله أن ينظره إلي اليوم الذي سيبعث فيه كل البشر وهو يوم القيامة الثانية (يوم الدين) وليس يوم القيامة الأولي (يوم الفصل الذي سيسبقه يوم الوقت المعلوم) فلبي له الله طلبه بأنظاره فقط إلي يوم الوقت المعلوم (ليذوق الموت مثل سائر المخلوقات قبل البعث، فإبليس بدهائه ومكره كان يريد التهرب من الموت بالأنظار ليوم البعث الذي لا موت بعده، لكن الله العليم الخبير كان علي علم بما في مكنونات نفسه وما يدور في خلده فرفض طلبه هذا ليذيقه ألم وعذاب الموت).

 

4.  أعتبر إبليس بنفسيته الخبيثة وعقليته الشاذة الغير سوية موافقة الله علي طلبه الأنظار ليوم الوقت المعلوم، وأنه سيعطيه سلطان علي من يتبعه من نسل آدم، غواية وفتنة من الله له، فحلف بعزته وجلاله اللتين لا يستطيع أن ينكرهما رغم عصيانه للأمر الإلهي أن يغوي كل البشر، فهو يعرف حدوده مع الله وحدوده في خطابه معه والخطوط الحمراء التي لا يجوز له أن يتخطاها مع الله أثناء فترة إنظاره حتى لا يميته الله ويهلكه في الحال.

 

5.   واستعرض إبليس للخالق خطته لغواية البشر وضلالهم واستثني عباد الله المخلصين من أن يمتد سلطانه إليهم، وهنا أوقفه المولي عز وجل عند حدوده فبادره مسرعاً وقطع كلامه ليؤكد له أنه أخذ علي نفسه صراط مستقيم (طريق قويم وعهد مستديم) بحماية ورعاية وحفظ عباده المخلصين، ومن ثم فعباده المخلصين محظور عليه الاقتراب منهم، فهؤلاء ليس له سلطان عليهم أنما سيكون سلطانه علي من يتولونه وبالآخرة وحسابها هم كافرون.

 

6.  في النهاية توعد الله إبليس وكل من سيتولونه ويتبعونه سواء من الإنس أو الجن أنه سيملأ به وبهم أجمعين نار جهنم وسيمكثوا فيها خالدين.

 

7.  وبعد أن يقضي الله الأمر ويدخل الكافرون النار سيلقون باللوم علي إبليس ويتهمونه أنه سبب ضلالهم ودخولهم النار هنا سيكون رده عليهم : إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ (إبراهيم 22)، ثم يؤكد لهم أنه كفر بالآلهة التي أشركوا بها مع الله، ويقر لهم أنه يخاف الله رب العالمين، أما هم فلم يخافوا الله مثله وقد صدق عليهم قوله لله ونجح في خطته الشريرة بالانتقام من آدم وذريته.

 

وتضمنت خطة إبليس لغواية وفتنة البشر والتي عرضها علي الخالق عز وجل في محاولة منه لأخذ موافقته عليها عدة نقاط جوهرية ومحورية هي :

 

1.  سيزين لهم الحياة الدنيا ومتاعها في الأرض ليعملوا فيها وكأنهم خالدين فينسوا الآخرة ويكفروا بها.

 

2.  سيقعد لهم علي صراطه المستقيم ويغويهم أجمعين (أي سيفسد لهم كل الشعائر والعبادات التي يأمرهم الله بها ويضلهم عنها بعبادات وشعائر وثنية).

 

3.  أن يأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم فيغويهم ويضلهم بوسوسته فلا يكون أكثرهم شاكرين.


4.  وزاده الله علي خطته بنود أخري يعلم الخالق تمام العلم أن إبليس سيطور خطته بها مستقبلاً ليستفزز ويحشد بها البشر لحزبه وعبادته من دون الله، وهي الصيحة (الصوت السماوي) التي سيبتكرها وينادي بها في السماء في نهاية الزمان باسم مهديه المزيف أو الدجال كصيحة مضادة للصيحة التي سينادي بها جبريل باسم المهدي كما جاء ببعض الروايات، ووسائل التخييل والمشاهد المصورة لمشاهد يوم القيامة المزيف بالهولوجرام علي ما جاء بمشروع ناسا للشعاع الأزرق، ووسائل الرجل والركوب الغير مألوفة لدي البشر كالأطباق الطائرة وسفن الفضاء التي سيأتي بها رجله ونائبه وقابيله في الشر والفتنة من البشر(المسيح الدجال)، ثم مد الله له في حبل سلطانه علي من يغترون به بمشاركتهم في الأموال والأولاد ووعدهم بوعود وأماني كاذبة، فقال له : وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً.

لذا حذرنا الله في مواضع كثيرة بالقرآن من فتن الشيطان لنا نذكر منها قوله تعالى:

يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (الأعراف : 27 ).

وقبيله في هذه الآية ليست قبيلته بل المقابل الإنسي له وهو المسيح الدجال أو قابيل (الشيطان الإنسي المقابل للشيطان الجني) على ما شرحت بكتاب "كشف طلاسم وألغاز القرون الأولى والدجال......"

فاحذروا يا أولي الألباب فتن الشيطان الرجيم، فالشيطان ليس سوي أحدي الفتن الكبرى التي سنها الله لاختبار البشر وتمحيصهم والتمييز بينهم، وأداة من أدواته لتعذيب الكافرين في الدنيا فهؤلاء هم من يتسلط عليهم إبليس بما منحه الله من سلطان فيقوم بإفقارهم ومشاركتهم في الأموال والبنين ويأمرهم بقتل أولادهم وتقديمهم قرابين بشرية لأصنامهم ويتلبس أحيانا أجسامهم ويسبب إيذاء نفسي وجسدي لهم.......الخ، فاحذروا كيد الله وانتقامه ممن يعصاه بأدواته المختلفة التي منها إبليس والأشرار من البشر.

ولا تظنوا أن الله سيدخلكم الجنة بلا اختبار وابتلاء وامتحان يحدد درجات الناجح والراسب منكم، ويحدد الدرجة والمستوي الذي سيدخله في الجنة أو النار، وليس كل من سيقول أمنت بالله أو يشهد بالشهادتين سيصبح من أهل الجنة وعباد الله المخلصين كما أوهموكم بأحاديث مزيفة وموضوعة علي النبي صلي الله عليه وسلم، والله ورسوله منها براء، فالله لا يخدع بالكلام والقول ولا يحيق به مكر الماكرين، ولن يدخل الله أحد الجنة بالقول فقط، ولكن بالعمل الصالح وبنجاحه في الاختبارات الدنيوية ونجاته من الفتن المتعددة.