‏إظهار الرسائل ذات التسميات القرين، المعقبات من بين يدينا ومن خلفنا، القرناء من الجن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القرين، المعقبات من بين يدينا ومن خلفنا، القرناء من الجن. إظهار كافة الرسائل

السبت، 24 أغسطس 2024

القرين الشيطاني والمعقبات الحفظة التي تحفظ الأنبياء والمؤمنين من أمر الله عند هلاك الأمم (الحلقة الثانية)

 القرين الشيطاني والمعقبات الحفظة التي تحفظ الأنبياء والمؤمنين من أمر الله عند هلاك الأمم (الحلقة الثانية)

هشام كمال عبد الحميد

  

نكمل الحديث في هذه الحلقة مع باقي آيات سورة (ق) بالقول بأنه إذا كان للإنسان رقيب عتيد ومتلقيان عن اليمين والشمال يسجلون كل ما يلفظ به من قول علي ما شرحنا بالحلقة السابقة، فإن لكل إنسان طبقاً لما جاء بالآية 23 من سورة (ق) قرين عتيد لا يفارقه، فقد وصف الله القرين بأنه عتيد أيضاً أو لديه شيء عتيد.

قال تعالى:

وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) (ق)

فالقرين لديه شيء أو عمل عتيد، وسيأمر الله ملائكة العذاب بإلقاء الإنسان الكافر والمشرك والمجرم وقرينه في جهنم، وسيلقي الإنسان باللوم علي قرينه ويحمله مسئولية ضلاله، فيرد القرين عليه موجهاً خطابه لله ومبرئاً نفسه من هذه التهمة بأنه لم يطغي قرينه الإنسي بل كان هذا الإنسي في ضلال بعيد، فيرد عليهما الله بقوله لا تختصموا لدي وقد سبق وأن قدمت إليكما وعيداً بالعذاب لمن يطغي ويضل، وفي ذلك إشارة إلي أن قرين الكافر يكون شيطان يغويه ويحرضه علي ارتكاب أعمال الكفر والضلال والإنسان يصغي له ويطيعه، ويتضح ذلك من قوله تعالى:

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) (الزخرف)

هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيم (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) (الشعراء)

والسؤال الآن: هل المؤمن يكون له قرين جني شيطاني يحاول أن يطغيه ويضله ويفتنه؟؟؟؟؟

الإجابة نعم، فلكل منا قرين من الجن وهذا القرين في حالة الكفرة يكون شيطان شبه نسخة كربونية منه فهو زوجه أو شبيهه، وفي حالة المؤمنين قد يتحول إلي جن مسلم أو مؤمن تبعاً لحالة الإنسان كما حدث مع قرين النبي صلي الله عليه وسلم.

روى مسلم وأحمد من حديث ابن مسعود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قَرِينُه من الجن وقرينُه من الملائكة” قالوا: وإيَّاك؟ قال: “وإيَّايَ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير”. (رواه مسلم). [وفي رواية]: وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ وقَرِينُهُ مِنَ المَلائِكَةِ.

 فالقرين هو زوج الإنسان وهو في بعض الأحيان يسلم بإسلامه أو يظل علي كفره وشيطنته مع الكافرين والمجرمين، ويتضح ذلك من قوله تعالى:

احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) (الصافات)

فالذين ظلموا سيحشروا مع أزواجهم وهم قرنائهم من شياطين الجن، وفي الآخرة سيلقي كل منهم باللوم علي الآخر، ويقول الكفرة لشياطينهم أنكم كنتم تأتوننا عن اليمين (أي تحتالون  علينا وتخدعوننا وتتظاهرون لنا في وسوستكم بكلمات إيمان (الإيمان مشتقة من كلمة اليمين) وكأنكم من ملائكة اليمين فتوحون لنا بكلمات ومبادئي وعقائد وأعمال ظاهرها الإيمان وفي طياتها الكفر والشرك وتدفعوننا لعبادة آلهة غير الله بدعوي أن عبادتنا لهم تقربنا من الله زلفي وكأنهم من الملائكة العالين أو ممن أنزل الله بهم من سلطان كالكائنات التي تمثل تجلياته في أسمائه الحسني (هذا موضوع آخر يطول شرحه سنفصله في مقال قادم)، فيرد عليهم أزواجهم (قرنائهم) بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان ولم تكونا سوي قوما طاغون، فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون (أي ذائقون العذاب) فأغويناكم لأننا غاوين، ثم أكد الخالق أن الأثنين في العذاب مشتركون لأنه كذلك سيفعل بالمجرمين من الإنس والجن.

بعد ذلك أكد المولي عز وجل أن عباده المخلصين سيكون لهم رزق معلوم في جنات النعيم، وسيقبل المؤمنون علي بعضهم البعض يتساءلون فيما بينهم، فيقول أحدهم أنه كان له قرين يحاول أن يغويه ويطغيه فيوسوس له بأقوال تشككه في إيمانه بالبعث والحساب والآخرة ولكنه كان يرفض وسوسته ويتمسك بإيمانه، وهنا سيأمرهم الله بأن يطلعوا في سواء الجحيم ليروا مصير هذا القرين، فلما أطلعوا ورءوا سوء عاقبته قال له المؤمن تالله إنك كدت أن تردني  عن إيماني ولولا نعمت ربي لكنت من المحضرين معك في سواء الجحيم، ألم تكن توسوس لي بأننا لسنا بميتين إلا موتتنا الأولي وما نحن بمعذبين، إن ما فزت به بالجنة هو الفوز العظيم.

والمستفاد مما سبق أن القرناء من الجن يتحولوا مع المؤمنين أو عباد الله المخلصين إلي قرناء مسلمين أو مؤمنين، ويصبحوا قرناء شياطين مع الكافرين والعاصين وامعرضين عن ذكر الله (أي تعاليم الله بالقرآن وهو الذكر الحكيم)، مصداقاً لقوله تعالى:

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (40) (الزخرف)

وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) (فصلت)

وكما تتنزل الشياطين علي كل أفاك أثيم فهناك تنزل للملائكة علي المتقين الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا علي شرعه وعبادته وطاعته، فهؤلاء تتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم بالجنة التي وعدهم الله بها وتذهب عنهم الخوف والحزن وتثبتهم علي الأيمان فتبطل لهم وساوس قرنائهم من الشياطين، ويكونوا هم أوليائهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما المجرمون والكفرة فأوليائهم الطاغوت والشيطان، قال تعالى:

هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾ (الشعراء)

إذن الشياطين تنزل علي كل أفاك أثيم يلقي السمع لهم ولوسوستهم فيصدق أكاذيبهم وإشاعاتهم وإعلامهم المضلل والأحاديث المكذوبة التي يبثوها في أذهان الوضاعين ليصرفوا بها الناس عن القرآن ويعارضوا نصوصه ويلغوا فيه ويأتوا للناس بدين جديد مخالف لدين الله. ومن ثم لا تنزل هذه الشياطين علي عباد الله المخلصين. لأن هؤلاء تتنزل عليهم الملائكة مصداقاً لقوله تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) (فصلت)

فعباد الله المخلصين لا سلطان لإبليس وشياطينه عليهم مصداقاً لبقوله تعالى:

قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) (الحجر)

فطبقاً للآيات السابقة فقد أتخذ الله علي نفسه عهداً بأن عباده المخلصين له لن يستطيع الشيطان أن يقترب منهم وسلطانه لا يمتد إليهم، ولو اقترب منهم إبليس فسيكون في ذلك هلاكه ونهايته، فهم خط أحمر محظور علي إبليس الاقتراب منهم، لكنهم خاضعون لفتن الله وابتلاءاته لهم، وتسليط الشيطان عليهم في بعض الأحيان ولكن بإذن وأمر من الله وفق سنة وقانون الله للفتنة في الأرض وخضوع جميع العباد لها كما شرحت بمقال سابق.

ويكون حديث هؤلاء الملائكة أو القرين مع الإنسان من خلال خواطر تطرأ بذهنه فيظن وكأنها أفكار ذاتية له تدور برأسه، وهي في الحقيقة حديث هذه الكائنات معه التي يدفعه بعضها لارتكاب المعاصي والكفر (الأفكار الصادرة من القرين الشيطاني) وبعضها يقومه ويحثه علي أعمال الخير وعدم الكفر بالله وما جاء بكتبه السماوية (الأفكار الصادرة من الملائكة وغيرهم من أدوات النصح والإرشاد والتقويم).

وأخيراً هناك المعقبات الموجودة بين أيدينا ومن خلفنا، ومن وظائفهم حفظ المؤمنين من أمر الله (غضبه وانتقامه) عندما يصدر أوامره بهلاك الأمم الكافرة، فيقومون بحفظ الأنبياء ومن آمن معهم من المصائب والنكبات والصواعق والصيحات والحجارة من سجين......الخ التي يرسلها الله لهلاك هذه الأمم.

فتقوم هذه الكائنات بنشر أجنحتها حولنا أو نشر درع أو سياج كهرومغناطيسي أو مظلة إشعاعية أو.....الخ حول المؤمنين لتمنع وصول الشهب أو النيازك أو الإشعاعات والموجات الحارقة أو السهام والأحجار النارية أو الإشعاعية المخصبة أو الريح العقيم أو القنابل والصواريخ وطلقات الرصاص .....الخ الساقطة من السماء أو من أسلحة الكافرين

قال تعالى:

سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11) (الرعد)

فهؤلاء المعقبات هم من حفظوا الأنبياء والمؤمنين في الماضي فنجاهم الله من الهلاك علي ايديهم، قال تعالي:

وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (هود:94)

وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (هود:58)

فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (هود:66)

وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (الزمر:61)

ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس:103)

وللمزيد من التفاصيل راجع كتابنا "قراءة عصرية لأحداث الساعة وأهوال القيامة بالقرآن والكتب السماوية"

وجميع كتبي يمكن تحميلها من الرابط التالي:

https://heshamkamal.blogspot.com/2023/05/normal-0-false-false-false-en-us-x-none.html