السبت، 24 أغسطس 2024

حقيقة وماهية الروح

حقيقة وماهية الروح

هشام كمال عبد الحميد

الروح من الأشياء التي استعصى علي البشر فهمها حتي الآن، والشائع في كل الأديان وعند كل الحضارات علي مر التاريخ أن الروح هي سر الحياة، ودائما هناك خلط في جميع الأديان وكذلك بالدين الإسلامي بين الروح والنفس، وقد عرج المولي عز وجل في بعض آيات القرآن للحديث عن الروح، لكن حدث التباس كبير عند رجال الدين وحوارات ونقاشات وجدالات وخصومات وشروح وإيضاحات وردود وإنكارات فيما بينهم أو بينهم وبين المتصوفين والفلاسفة والحكماء وعلماء الطبيعة والبيولوجيا في تعريفها وتوضيح ماهيتها وحقيقتها، ولكل حجته وبراهينه سواء أكانت صائبة أو خاطئة.

وكثير من رجال الدين الإسلامي ذهبوا لتحريم البحث في ماهية الروح نتيجة فهمهم الخاطئ كما سنوضح لقوله تعالى:

ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (الإسراء 85)

حيث فهموا من الآية أن الروح امر اختص الله به نفسه ويجب أن نمتنع عن البحث فيها.

وهذا ما يدفعنا لطرح التساؤلات الآتية، والتي لا بد وأن نجيب عليها من خلال آيات القرآن فلا مرجع لتعريفها سوي كلام الخالق جل وعلا الأعلم بحقيقتها وكنهها، شرط ألا نشطح أو نسيئ فهم هذه الآيات، وقد بذلت قصاري جهدي للاجتهاد في هذا الموضوع بكتاي "أسرار الخلق والروح بين القرآن والهندسة الوراثية. والكتاب متاح للتحميل من أول رابط بصفحتي الشخصية. وهذه التساؤلات هي:

هل بالآية السابقة ما يفهم مكنه أن الروح أمر أختص الله به نفسه أم أن الآية بها إجابة تعرف وتحدد كنه وماهية الروح التي سئل عنها الكافرون النبي صلي الله عليه وسلم وأنهها أو أنه  أمر من الأوامر الإلهية؟؟؟؟؟

هل الروح المذكورة بالآية هي الروح التي نفخها الله في آدم وخلقنا منها أم هي الروح القدس (جبريل) الذي يعد أحد الأوامر الإلهية ورئيس عالم الأمر أو عالم أصحاب الأسماء الحسني واسماء القهر والجبروت الإلهية أو اصحاب الأمر والسلطان الإلهي الذين يديرون كل شئون الكون والخلق (المدبرون أمراً)؟؟؟؟؟

ما هي الروح الموجودة بداخلنا وهل هناك فرق بينها وبين النفس؟؟؟؟؟

وإن كان هناك فرق بينهما فما هي وظيفة كلا منهما في جسم الإنسان وسلوكياته وتصرفاته وفي سائر الكائنات الموجود بها روح؟؟؟؟؟

وهل الروح توجد في الإنسان فقط أم في سائر الكائنات الحية وفي الجمادات أيضاً؟؟؟؟؟

ما هي طبيعة وكنه روح الجمادات؟؟؟؟؟

هل الروح تنفخ في الإنسان وهو جنين في بطن أمه كما هو مشاع أم أنها تأتي بالوراثة من الروح الأولى التي نفخت في آدم؟؟؟؟؟

ما هي علاقة الروح بالكروموسومات الموجودة داخل نواة الخلايا الحية الموجود بها حمضD.N.A  الموجود به الجينات المسجل عليها الأوامر الإلهية التي تحدد صفات كل كائن من الكائنات الحية؟؟؟؟؟

ما هي علاقة الروح بذرات الجمادات وإلكتروناتها ونيوتروناتها؟؟؟؟؟

ما هي الأشياء الأخرى سوى الروح الموجودة بداخلنا والروح القدس التي أطلق الله عليها بالقرآن ايضا أسم أو صفة الروح؟؟؟؟؟

ما هو مصير النفس والروح عند الموت وأثناء النوم وخلال حياة أو فترة البرزخ بعد الموت؟؟؟؟؟

والإجابة على معظم هذه الأسئلة موجودة بكتابي السابق ذكره "أسرار الخلق والروح بين القرآن والهندسة الوراثية"، مع العلم أن موضوع الأوامر الإلهية أو المدبرون أمراً أو أصحاب الأمر والسلطان الإلهي (الأسماء التي علمها الله لآدم وأحاطه علماً بمنافعها ومضارها وكيفية جلب قواها أو تسخيرها سواء الأسماء الحسني أو أسماء القهر والجبروت، بعد قبوله حمل الأمانة – أي أمانة حمل هذه الأسماء أو الصفات الإلهية – بداخل جسمه وأجسام ذريته) غير مشروحة بهذا الكتاب الذي صدر عام 1999م لأن هذه المعلومات لم تكن قد كشفت لي وشرحتها بكتاب "قراءة عصرية لأحداث الساعة....." وسنشرحها لكم في المقالات القادمة إن شاء الله.

وباختصار الروح هي أي أمر إلهي خاص بالخلق (تشكيل جسم الكائن الحي أو الجماد ويوجد كتاب الخلق أو الروح داخل أنوية الخلايا الحية أو ذرات الجمادات) وتذهب الروح مع جسم الإنسان بعد موته وتحلله فهي خاصة بتخليق هذا الجسم ، والروح ايضاً أي أمر إلهي يتعلق بالهداية أو إصلاح النفوس أو نعيم الله

والأشياء التي أطلق القرآن عليها لفظ الروح هي:

1.              النفخة الواهبة للحياة روح لأنها أمر إلهي بخلق المخلوق بصفته وهيئته ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (الحجر : 29)

2.              القرآن روح لأنه كتاب الأوامر الإلهية التي تهدي البشر وتصلح حياتهم ونفوسهم ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل : 102 ) ، (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (الشورى : 52)

3.              الوحي روح لأنه أوامر الله المرسلة إلي أنبيائه لهداية البشر (يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (النحل : 2)

4.              جبريل أو الروح القدس أو روح الله روح لأنه حامل الأوامر الإلهية ومن يقوم بنفخ الروح بإذن الله في جميع المخلوقات

5.              الملك المرسل لمريم روح (روح الله أو الروح القدس أو جبريل) لأنه كان يحمل الأمر الإلهي بخلق عيسي داخل رحمها (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (مريم : 17 ) ، (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (التحريم : 12)

6.              الطير التي كان يصنعها عيسي من الطين ثم ينفخ فيها فتصير طيراً بإذن الله، كانت تتم بنفخة الروح القدس (جبريل) الذي ايده الله به، فكان ملازما له منذ ولادته وحتي تاريخ رفعه للسماء ( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (المائدة : 110)

7.              الفرج والرحمة روح لأنهما يفرحا ويصلحا النفوس (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة : 22 ) ، (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (يوسف : 87 ) وروح الله هنا هو فرجه أو نصره

8.              نعيم الحياة الآخرة روح لأنه أمر إلهي يفرح نفوس المؤمنين بخلودهم ونعيمهم في الجنة (فروح وريحان وجنة نعيم)

أما النفس فقد أطلقت في القرآن علي الآتي:

1.              القرآن يطلق لفظ النفس على الذات الإلهية والذات الإنسانية

2.              إطلاق لفظ النفس على نطفة الأمشاج (الخلية الجنينية الأولي)

3.              إطلاق القرآن لفظ النفس على ذات آدم

4.              إطلاق لفظ النفس علي الشيء الذي يفارق الجسد عند النوم والممات

5.              الخير والشر من النفس وهي المكلفة والمحاسبة والعاقلة وهي من ستدخل الجنة أو النار بعد حلولها ودخولها أو بعثها في جسم جديد يتناسب مع الحياة الآخرة

ويمكن تحميل الكتاب من الرابط التالي :

https://heshamkamal.blogspot.com/2023/05/normal-0-false-false-false-en-us-x-none.html


 

 

 

ليست هناك تعليقات: